اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

«تيك توك».. مشتبه به رهن التحقيق في الاتحاد الأوروبي

مطالبات بحجب تيك توك
مطالبات بحجب تيك توك

كتب - خالد الحويطي:

هناك مثل منتشر في مصر يقول: "مفيش حاجة بتييجي من الغرب تسر القلب".. يبدو أن نفس هذا المثل يردده الغربيون عن ما يأتيهم من الشرق، والشرق هنا أعني به الصين التي تسبب صداعاً للعالم بسبب ما يأتي منها ولعل ليس آخرها فيروس كورونا الذي أذاق العالم الرعب سنوات.. بل أن تطبيق تواصل اجتماعي مثل "تيك توك" هز العالم الغربي أكثر مما فعل فيروس كورونا وما زال يسبب القلق لدرجة وجود مطالبات عديدة بحجبه بل أن بعض الحكومات قد اتخذت مثل هذا القرار بالفعل.

تواجه منصة تيك توك المملوكة للصين حظرا وتحقيقات في الخارج بسبب استخدامها خوارزميات قوية تؤثّر في مجرى الانتخابات، ونشر محتوى ضار. ورغم تزايد المخاوف بشأن الصحة العقلية للشباب، والديمقراطية - خاصة بعد تصاعد اليمين المتطرف في ألمانيا - استبعدت سويسرا فرض حظر على المنصة.

بمحتوى الفيديو القصير الذي يسبب الإدمان، يسلّي تيك توك مليارات الأشخاص حول العالم. ولكنه أثار قلق السلطات في الولايات المتحدة وفي أوروبا. فبعد أن أوشكت الولايات المتحدة على حظر التطبيق بسبب مخاوف من التجسس، يواجه الآن تحقيقات في الاتحاد الأوروبي للاشتباه في أنه ينشر محتوى ضارًا، ويؤثر في الانتخابات.

ويدرس الباحثون والباحثات دور خوارزميات التوصية الخاصة بتيك توك في صعود “البديل من أجل ألمانيا” (AfD)، الحزب اليميني المتطرف في البلاد. وقد ضاعف هذا الحزب نتائجه في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها جمهورية ألمانيا الاتحادية، بسبب حضوره الكبير على التطبيق.

وتطال هذه المخاوف سويسرا المجاورة، حيث يضم تيك توك أكثر من مليوني اشتراك، 75% من أعمار أصحابها تتراوح بين 12 و19 عامًا. وفي شهر يناير، أسست الشركة الأم للتطبيق، بايت دانس ( ByteDance)، مقرًا لها في زيورخ، في إشارة إلى أنه من المرجح أن توسّع وجودها في بلد جبال الألب، رغم أن خططها لا تزال غير معلنة.

وعلى خلاف الاتحاد الأوروبي، لم تنظّم سويسرا منصات التكنولوجيا الرئيسية بعدُ، ورفضت حتى الآن فرض حظر على تيك توك. وقالت متحدثة باسم المكتب الفدرالي للأمن السيبراني (NCSC): “مسؤولية الأمن السيبراني شأن يخص الشركات والأفراد”.

ومع ذلك، أعلنت الحكومة السويسرية مؤخرًا أنها تفكر في حظر تيك توك على القاصرين والقاصرات الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا. ويحذر الخبراء من أن انتشار المنصة وخوارزميتها يشكلان مخاطر على الديمقراطية والصحة العامة.

تقول إستيل باناتير، وهي مديرة السياسات في منظمة ألغوريتم واتش السويسرية ( AlgorithmWatch CH) غير الحكومية: “في إطار الديمقراطية المباشرة، من الضروري تقييم تأثيرات المنصات في الرأي العام، وضمان الوصول إلى معلومات موثوقة”.

مخاطر تهدد الديمقراطية

وتتزايد المخاوف بشأن تأثير تيك توك على الديمقراطية. ففي الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ألمانيا، جاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” ثاني أكثر الأحزاب حصولاً على الأصوات، وتمتع بظهور كبير على تيك توك.

تشرح آنا كاتزي-راينشاغن، المحللة في معهد الحوار الإستراتيجي (ISD) في برلين: “يحظى حزب البديل من أجل ألمانيا على عدد أكبر من المشاهدات، ومن حسابات المعجبين والمعجبات على تيك توك مقارنة بالأحزاب الأخرى”.

ودرست كاتزي-راينشاجن وفريق من الباحثين والباحثات دور خوارزمية تيك توك في نشر المعلومات المضللة وتعزيز بعض المحتويات السياسية. وأظهرت تلك الدراسات أن 49% من أول خمسة مقاطع فيديو سياسية عُرِضت كانت لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، وأن العديد من المنشورات المتعلقة بالانتخابات لم تكن تحتوي على التنبيه الذي أوصت المفوضية الأوروبية بنشره للإشارة إلى أن المحتوى دعاية سياسية.

وأظهرت دراسة أخرى أجرتها المنظمة البحثية جلوبال ويتنس (Global Witness) الاستقصائية ترويج خوارزمية تيك توك بشكل كبير للمحتويات المؤيدة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” – حتى لغير الموالين والمواليات للحزب – قبل الانتخابات.

موضوعات متعلقة