عمره 3 قرون.. مسجد محمد أبو الدهب تحفة معمارية تعلو ميدان الأزهر
تمثلت إحدى التحف المعمارية في القاهرة الإسلامية بمسجد محمد أبو الدهب، الذي يقع تجاه الجامع الأزهر، ويعد من المساجد المعلقة الرائعة. بدأ الأمير محمد أبو الدهب في بنائه سنة 1187 هـ - 1703م، وكان يتبع لأمير مصر على بك الكبير.
يتسم المسجد بواجهتين، إحداهما تطل على ميدان الأزهر، وتحتوي على المدخل الرئيس الذي يصعد إليه بسلم مزدوج يزينه درابزين من الخرط. الواجهة الثانية تواجه الجامع الأزهر، وتحتوي على مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس.
يتبنى المسجد نمطًا معماريًا مربع الشكل، حيث يبلغ طول ضلعه 15 مترًا، ويتوسطه قبة كبيرة تحمل رقبتها المزينة بستة عشر ضلعًا. تشغل أربعة عقود أركان المربع، وتضيف قوس القبة للمسجد جمالًا فريدًا. يتميز المسجد بنوافذ جصية مزينة بالزجاج الملون.
تعتبر القبة مركز الجاذبية في المسجد، حيث كانت محطًا لنقوش مذهبة للزخرفة. في قاعدة القبة، يمتد تصميم مميز بالذهب يحمل آيات قرآنية وينتهي بذكر اسم محمد بك أبو الدهب. ويتميز المحراب بتزيينه بالرخام الملون والخردة الملونة والصدف، بينما يتضمن الجدار المقابل له منبرًا خشبيًا.
تجاه المحراب، يتوسط جدار القبلة دكة المبلغ، التي تكون محمولة على كابولين وتزينها درابزين من الخشب الخرط، يصعد إليها المبلغ عبر سلم يوجد داخل الجدار. يشكل مسجد محمد أبو الدهب إضافة فريدة للتراث المعماري في القاهرة.