بعد رحيله اليوم.. من هو هنرى كيسنجر وهل كان عدوًا للمسلمين؟
رحيل هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى السابق ومهندس السياسية الأمريكيه فى الشرق الأوسط لسنوات طويلة فجر العديد من الأسئلة في عالمنا الإسلامى، أهمها: من هو هنرى كيسنجر وهل كان عدوا للمسلمين؟ ونحاول في موقع «اتحاد العالم الإسلامى» أن نجيب على تلك الأسئلة في السطور التالية:
هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى السابق، من مواليد ألمانيا في السابع والعشرين من شهر أيّار عام 1923 لوالدين يهوديين هاجرا إلى الولايات المتحدة عام 1938. أحد ألمع السياسيين الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية في عهد إدارتي كل من الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد عدا عن كونه مستشاراً في السياسة الخارجية في إدارتي كل من الرئيسين كينيدي وجيرالد فورد.
وخدم كيسنجر خلال فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في الجيش الأمريكي، وحصل في العام 1943 على الجنسية الأمريكية.
شغل كسينجر منصب مستشار الرئيس ريتشارد نيكسون لشؤون الأمن القومي. حصل على جائزة نوبل للسلام لعام 1973، رغم تورطه في الانقلاب على الرئيس التشيلي سيلفادور الليندي وقتله في ذات العام. كذلك شغل كسينجر في الفترة 1973-1977 منصب وزير الخارجية لدى كل من نيكسون وفورد. وبقي حضور كيسنجر مستمراً حيث عينه الرئيس رونالد ريغان في عام 1983، رئيسًا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا الوسطى. وأخيراً، قام الرئيس جورج بوش (الابن) بتعيينه رئيسًا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 عدد كبير من الذين عاصروه لم يتيسّر لهم أن يعيشوا ليسيروا في جنازته بسبب دعمه لأنظمة الإستبداد وقياداتها وأجهزتها حول العالم.
وثائق البنتاغون أشارت إلى أنّ هنري كسينجر أعطى أوامر ل 3875 عملية قصف في كمبوديا بين عامي 1969-1970. ذهب ضحيتها حوالي 350.000 قتيل في لاوس و ما يقارب ال 600.000 قتيل من المدنيين في كمبوديا، وفي عام 1976 تعرّض حوالي 30.000 من المدنيين في الإرجنتين لعمليات التعذيب والقتل، معظمهم طلاب وسياسيين ونقابيين وناشطين في مؤسسات حقوق الإنسان وذلك بسبب سياسات كسينجر الخارجية.
وفي أندونيسيا ومن خلال دعمه للجنرال محمد سوهارتو، أعطيت الأوامر من كسينجر وڤورد لقمع الثوار ، حيث ارتُكبت أبشع الجرائم تحت ناظريه بالتنسيق مع المخابرات الأميركية.
وفي الشرق الأوسط وخاصةً في الملفين الفلسطيني والعراقي ، لعب كسينجر دور " الثعلب العجوز " -كما تسمّيه بعض الدوائر الإعلامية - في غزو العراق تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي لم يتمّ اكتشافها حتى اليوم ، الأمر الذي أسفر عن مقتل نصف مليون عراقي.
وفي فلسطين حيث أدّى الدعم العسكري واللوجستي تحت إشرافه إلى تشريد واقتلاع الألاف من أبناء الشعب الفلسطيني من قراهم ومدنهم.
وتطول اللائحة من فيتنام إلى أفغانستان إلى باكستان إلى الحصار على كوبا وكثير من أحداث أميركا اللاتينية ، الأمر الذي جعل من كتاب المؤرّخ Greg Grandin من Yale University مرجعاً في الجرائم التي ارتكبها كسينجر والتي بلغ عددها بتقديره إلى حوالي أربعة ملايين ضحيّة.
كذلك الأمر في الكتاب الصادر عام 2001 لصاحبه Christopher Hichens في كتابه المعنون " محاكمة هنري كسينجر " والذي دعا فيه بضرورة إحالة كسينجر إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب إقترافه لجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية خجلاً.
وهكذا يغادر هنري كسينجر بشموعه المئة، بعد أن ساهم في إطفاء حياة الملايين في أنحاء الكرة، حاملاً "جائزة نوبل " منذ العام 1973 " تقديراً "لجرائمه. فى حق الكثيريين من عالمنا الاسلامى وغير الاسلامى