ابن زكي الدين.. أول خطيب للأقصى بعد تحريره من الصليبيين
أول خطبة جمعة في المسجد الأقصى بعد تحريره من الصليبيين كانت للقاضي "محيي الدين بن زكي الدين" قاضي إدارة الشام المولود عام 550 هجرية، ونشأ في بيت القضاء حيث كان أبوه قاضيًا، وكذلك جده كان يملك الكثير من الحكمة والأدب والخطابة، شاهد فتح القدس مع السلطان صلاح الدين الأيوبي وعمره 23 عامًا، ولما فتح السلطان صلاح الدين القدس الشريف دعاه الى خطبة الجمعة، وكان واحدًا من العلماء الحاضرين وجهز كل واحد منهم خطبة بليغة طمعًا في أن يكون هو المختار، وبالفعل، تم اختياره ليخطب أول جمعة صُليت بالقدس بعد تحريرها، فلما خطب استفتحها بسورة الفاتحة، ثم قرأ أول سورة الأنعام ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾، ثم قرأ آيات الحمد ذاكرًا جميع ما ورد بالقران الكريم عن الحمد، ثم شرع في خطبته قائلًا: "الحمد لله أعز الإسلام بنصره، وأذل الشرك بقهره، وصرف الأمور بأمره، وأدام النعم بشكره، وجعل العاقبة للمتقين بفضله".
وتُوفي ابن الزكي في دمشق في السابع من شهر شعبان سنة 598 هجرية عن عمر يناهز الـ48 عامًا.