بعد إسقاط 25 طنًّا من المتفجرات في 70 يومًا.. ماذا فعلت قنابل الفسفور الأبيض في أهالي غزة؟
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسقط على أهالي غزة أكثر من 25 طنًّا من المواد المتفجرة؛ ما يعادل قنبلتين نوويتين، استهدفت أكثر من 12 ألف موقع؛ أي 10 كيلو متفجرات لكل فرد. وأكد المرصد أن القنابل التي استُخدمت ضد أهالي غزة من نوع شديد التدمير، بالإضافة إلى استخدام الفسفور الأبيض الذي حرق الإنسان والأشجار.
أشار المرصد إلى أن وجود ما يقرب من 5 آلاف جثة تحت العقارات المهدمة يهدد بانتشار أمراض خطيرة، خاصة مع عدم توافر الدواء والمستشفيات التي تعرضت هي الأخرى للقصف.
وأوضح الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة، أن قنابل الفسفور الأبيض نوع من الأسلحة المحرمة دوليًّا لأنها تحتوي على مادة كيميائية تشتعل عند تعرضها للأكسجين وتنتج عنها حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، ودخان كثيف يعمل على تلوث الهواء والتربة لفترة طويلة ويغطي مساحة كبيرة على سطح الأرض، فيحرق الأراضي الزراعية ويجعل التربة غير صالحة للزراعة خلال سنوات مقبلة.
وأكد علام أن القوات الأمريكية سبق أن استخدمت الفوسفور الأبيض بوصفه سلاحًا حارقًا في معركة الفالوجا الثانية في العراق سنة 2004؛ ما تسبب في احتراق المزارع، والمياه في غزة أصبحت غير صالحة للشرب بعد أن تعرضت للقصف المتواصل من جيش الاحتلال؛ فاختلط الماء العذب بالصرف الصحي، بالإضافة إلى تراكم النفايات في الشوارع والطرقات وأصبحت هناك صعوبة في نقلها.
وأشار علام إلى أن المواد السامة والعفنة التي تفرز من النفايات ومخلفات المستشفيات قد تتغلغل إلى المياه الجوفية خاصة مع سقوط الأمطار؛ ما يهدد بانتشار الأمراض بين السكان.
تسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في كارثة بيئية وإنسانية كبيرة، حيث أدى إلى تلوث الهواء والتربة والمياه، وانتشار الأمراض الخطيرة بين السكان.