السفير الفلسطيني بمصر يكشف مصير غزة بعد الحرب ويوجه رسالة قوية لدول العالم.. «حوار رئيس التحرير»
اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي في 27 أغسطس 1977 وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا، وفي 18 مايو 2003، عُين وكيلًا مساعدًا في ديوان الموظفين العام، وفي 31 أكتوبر 2005 نُقل إلى ملاك وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية وعُين سفيرًا لدولة فلسطين لدى جمهورية الصين الشعبية في 14 ديسمبر 2005، وقدم أوراق اعتماده في 30 سبتمبر 2013 سفيرًا لدولة فلسطين لدى الجمهورية اليمنية للرئيس اليمني. وفي 1 يونيو 2016، عُين سفيرًا لدولة فلسطين لدى موريتانيا، وفي 1 نوفمبر 2017 عُين سفيرًا لدولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، ومندوبًا لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية.
له باع طويل في خدمة القضية الفلسطينية ورفع رايتها في المحافل الدبلوماسية، وله باع كبير كأحد رموز منظمة التحرير الفلسيطينية، وخبرة واسعة في العمل الدبلوماسي في الصين وموريتانيا والآن في جمهورية مصر العربية سفيرًا لدولة فلسطين، ومندوب فلسطين الدائم بجامعة الدول العربية هو السفير دياب اللوح والذي كان لنا معه هذا الحوار حول عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة:-
بداية الشارع الإسلامي والعالم يتسائل إلى أين تسير هذه الأزمة وهذا العدوان الإسرائيلي ومتى ينتهي في توقعك؟
نسجل أولًا كامل التحية والتقدير لكل الشعوب العربية والإسلامية والعالم على هذا التضامن العارم والصادق مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يودع يوميًا قوافل من الشهداء والجرحي والمصابين.
وفيما يتعلق بالمدى الزمني للحرب هذه الحرب شرسة وتدميرية وغير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف الانتقام من الشعب الفلسطيني جراء ما تعرض له في السابع من أكتوبر الماضي، وتسيطر على قيادة إسرائيل وعقلية إسرائيل حالة هيستيرية، والإدارة الأمريكية دعمت وسخرت الأموال والسلاح وحاملات الطائرات، وقوات النخبة الدلتا، والمارينز، في عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
وإسرائيل تعتبر قاعدة استعمارية للغرب في العالم العربي والشرق الأوسط، ولازلنا نطالب الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن بالالتزام بالقانون الدولي والعمل بشكل حثيث لوقف هذه الحرب على الشعب الفلسطيني بحكم تأثير الإدارة الأمريكية، وأن واشنطن هي الطرف الوحيد القادر على ممارسة التأثير الفعلي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الحرب بشكل فوري وعاجل ومستدام.
سلاح الدبلوماسية.. هل هو سلاح مجدي للضغط على الاحتلال لوقف الحرب؟
نحن نعمل في مسارين الأول هو المسار السياسي الدبلوماسي والدول العربية والشقيقة والدول الإسلامية الشقيقة والصديقة في العالم، وهناك انقسام إلى معسكرين عالميًا المعسكر الأول وهو الغالبية يطالب بوقف الحرب، ومعسكر محدود جدًا تدعمه أمريكا يرفض وقف الحرب ويؤيد استمرارها لوقت معين وهذا مهم من خلال إدارة التحرك والجهود المبذولة عربيًا وإسلاميًا لوقف الحرب؛ وخلال انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض برعاية المملكة العربية السعودية تشكلت لجنة وزارية عليا من الدول العربية والإسلامية جابت وتجوب عواصم عديدة في العالم لإيصال رسالة العرب والمسلمين بضرورة وقف الحرب، وزارت اللجنة الوزارية الولايات المتحدة الأمريكية ولكن للأسف الشديد قبل أن يستكمل الاجتماع أعماله مارست أمريكا حق الاعتراض الفيتو ضد مشروع قرار إنساني لأغراض إنسانية.
المسار الثاني هو المسار الشعبي والجماهيري من خلال الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في دول العالم هناك نشاط لحشد التأثير على الرأي العام في هذه الدول وخاصة واشنطن ولاحظنا وجود تغيير ملموس في الخطاب الأمريكي والموقف الأمريكي وأدخلت بعض التعديلات لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن على الشعب الفلسطيني ورفض التهجير القصري للشعب الفلسطيني، إلى جانب دعم وجود سلطة واحدة في الضفة وغزة، وهذا تطور ملموس في الموقف الأمريكي وبعض الدول الغربية، وجاء نتيجة الضغط الشعبي والحراك الجماهيري في تلك العواصم الغربية.
المساعدات الإنسانية في غزة هل تكفي لأهلنا في غزة وهل أنت راضي عن مستواها؟
نود بداية أن نشكر مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تسيير وتيسير مرور المساعدات للشعب الفلسطيني من الدول العربية والصديقة والشقيقة، وكذا المساعدات المصرية لقطاع غزة، لكن ما دخل لا يمكن أن نسميه بالانسياب الطبيعي، ما يدخل الآن ليس بشكل طبيعي ما دخل خلال الفترة الماضية نحو 3500 شاحنة فقط وهو يكفى غزة في أسبوع وليس 9 أسابيع هي فترة الحرب حتى الآن.
وما دخل قطاع غزة هو نقطة في بحر كما قال ممثل الأمم المتحدة، ولا يسد احتياجات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع دخول المواد البترولية وكذلك قيودها لمنع وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وكذا وصل العجز إلى مياه الشرب، ولدينا مئات الآلاف في غزة وشمالها محرومين من المساعدات الغذائية بل حتى من مياه الشرب.
نقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في مصر وعدد من الدول العربية والإسلامية كيف ترى هذا الدور التضامني؟
نشكر مصر ووزارة الصحة المصرية على تنظيم دخل الجرحى والمرضى إلى معبر رفح لنقلهم للعلاج في مستشفيات مصر وهناك رعاية طبية متميزة لجرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وهناك دول صديقة عربية وإسلامية استقبلت جرحى ومرضى للعلاج، وهناك مرضى وجرحى تم علاجهم في مصر وهم الآن في مراكز استشفاء في شمال سيناء في انتظار الهدنة أو انتهاء الحرب للعودة إلى غزة.
هل يطلب الجرحى العودة إلى قطاع غزة بعد تماثلهم الشفاء وكيف ترى الفئات المحمية من العدوان بوجب القانون الدولي؟
لدينا 2000 مواطن فلسطيني عادوا إلى غزة خلال الهدنة الماضية بعد تماثل بعضهم الشفاء فيما كان البقية في زيارة إلى مصر، أما عن الفئات المحمية من الحرب فالاحتلال الإسرائيلي لا يحترم القانون الدولي فالشعب الفلسطيني الآن بين شهيد وجريح ومشروع شهيد والاحتلال الإسرائيلي يستهدف الجميع بين صحفيين وأطباء والعاملين في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وفي زاوية واحدة تكشف لك حجم الجرائم والعدوان الإسرائيلي الغاشم لو نظرنا إلى الحرب العالمية الثانية التي استمرت خلال 6 سنوات فقد قتل خلالها 60 صحفيًا فقط، بينما الاحتلال قتل 96 صحفيًا خلال 60 يومًا من العدوان على قطاع غزة.
هل الأوضاع مرشحة لتصعيد أكثر في الضفة الغربية جراء العدوان الإسرائيلي في هذه الحرب؟
نعم هذه الحرب الشرسة التدميرية هي حرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والاحتلال الإسرائيلي ماضي قدمًا لتدمير وسرقة المنازل في القدس الشرقية ومصادرة للأراضي وبناء مستوطنات واقتحامات في جنين وطولكرم ونابلس وطوباس وكافة أراضي الضفة الغربية واعتقالات بالآلاف لإلغاء دور السلطة الفلسطينية في الضفة، كما أن إسرائيل تطلق يد المستوطنين وعصاباتهم المسلحة ضد أبناء الشعب الفلسطيني يقتلون ويحرقون المنازل على ساكنيها ويسرقون المحاصيل الزراعية، ويدمرون المصانع لتدمير كافة البنى التحتية للشعب الفلسطيني وكلنا شعب واحد تحت قيادة واحدة للرئيس محمود عباس أبو مازن، نتطلع إلى وحدة النظام السياسي الفلسطيني ووحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية في داخل فلسطين وخارجها في المحافل الدولية.
الجميع يتسائل عن مستقبل غزة بعد الحرب كيف هي الرؤية الفلسطينية لمستقبل غزة بعد الحرب؟
فلسطينيًا ووطنيًا رؤيتنا هي التي يجب أن تكون فيما بعد الحرب على غزة، نتطلع إلى تشكيل حكومة فلسطينية ملتزمة بالشرعية الدولية تتولى مسؤولية ترتيب واستنهاض الوضع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وفتح أفق سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتمكين فلسطين من إقامة دولة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 والتي تشمل قطاغ غزة كاملًا والقدس الشرقية والضفة الغربية، فلا دولة بغزة ولا دولة بدون غزة والقدس هي العاصمة والعاصمة في القدس، ونؤكد اننا نرفض إثامة دولة بغزة وعلى جزء في أرض سيناء المصرية ونتمسك بإقامة دولتنا على أرضنا ونرفض كافة المخططات الاستعمارية القديمة والحديثة التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية على قطاع غزة وفي جزء من أراضي سيناء، ونؤكد احترامنا الكامل للسيادة المصرية على كامل أراضيها.
ختامًا نود رسالة من السفير الفلسطني بمصر لشعوب العالم والشعوب الإسلامية بصفة خاصة ما هي؟
رسالتي هي رسالة أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورسالة كل أسير وجريح وشهيد فلسطيني يجب أن تتضافر كافة الجهود السياسية والدبلوماسية والشعبية والعمل مع كافة الأطراف الدولية لوقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة طبيعية وإنسانية وسياسية على أراضيه ذات السيادة الوطنية الكاملة على حدود 1967.