دعاء أول السنة وآخرها.. ولماذا يحرمه بعض العلماء؟
يستقبل الناس عام جديد في غضون أيام قليلة، وكما هي الحال في أول كل سنة وآخرها، تتوالى الأسئلة حول مشروعية مظاهر وطقوس استقبل السنة الجديدة وتوديع عام مضى، ويحتار الناس بين الكثير من الفتاوى المتشددة التي تصل إلى حد تحريم تخصيص وقت محدد للدعاء والعبادات في نهايات السنين واستقبالها؛ فما قول دار الإفتاء في تلك الفتوى وما مدى مشروعيتها؟
دعاء أول سنة وآخرها
وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء في هذا السياق مضمونه: “ما صحة انتشار بعض الفتاوى التي تحرم تخصيص أدعية لبداية العام ونهايته كونها لا أصل لها في الشرع الكريم؟ أجاب عنها فضيلة مفتي الجمهورية شوقي إبراهيم علام، حيث قال إن تخصيص يوم محدد في السنة بدعاء بعينه من أدعية الصالحين ومجرباتهم أو عبادة أخرى محدده غير الدعاء، هو أمر جائز شرعًا، حيث جرت هذه العادة بين المسلمين عبر القرون، كما وضح أن أهل العلم من مختلف المذاهب قد نصوا على مشروعية الدعاء بدعوات خاصة في بداية العام ونهايته، ما دام لم يعتقد أنه سنة نبوية.
وأكد شوقي أن الفتاوى التي تنص على تحريم تخصيص أوقات معينة بالدعاء أو أي شكل من أشكال العبادة من البدع المنهجية المنكرة المنتشرة بين المتعالين في هذا العصر، بل إن تلك الفتاوى هي البدعة بحد ذاتها ولا تجوز، ولم يتبعها الصحابة أو أهل العلم في قديم الزمان وحديثه، وتابع فضيلته أن دعاء أول العام وآخره من أدعية الصالحين ومُجرَّبَاتهم، ومن المستحسَنات المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصي بهما ويعلمها وينقلها عن مشايخه.
دعاء آخر السنة
وأشار فضيله المفتي إلى دعاء آخر العام حيث يقول المسلم في آخر السنة: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم".
دعاء أول السنة
وتابع شوقي علام أن دعاء أول السنة أن يقول المسلم: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام".
دليل دعاء أول السنة وآخرها
وقد ورد الدعاءان في قول العلامة المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي حيث قال في: "مرآة الزمان في تواريخ الأعيان":
[وعَلَّمَني دعاء السنة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء في أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتني طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك يا ذا الجلال والإكرام "فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقي، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.
وأما دعاءُ آخر السنة، فإنَّه يقول في آخر يوم من أيام السَّنة: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه فاغفرْ لي، وما عملت فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم". فإنَّ الشيطان يقول: تعبنا معه طول السنة فأفسد فِعْلَنَا في ساعة].