الإفتاء : انتفاضة أهل فلسطين أعلى درجات الجهاد .. وإخراج الزكاة لدعمهم مشروع
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين نصه: ما الحكم الشرعي لانتفاضة المسجد الأقصى المباركة والتبرع لدعمها؟ وهل يمكن أن يعتبرها المسلم من زكاة ماله؟ وهل هذا التبرع يندرج تحت مفهوم الجهاد في سبيل الله؟
المفهوم العام للجهاد في سبيل الله
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي: إن الجهاد في سبيل الله بمفهومه العام يشمل: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، والقتال دفاعًا عن النفس والدين والوطن والمال؛ لرد عدوان المعتدين على المسلمين ودفع أذى الباغين ونصرة الضعفاء والمظلومين، والمسلمون مأمورون بالجهاد في سبيل الله؛ لرد العدوان ومنع الظلم والأذى عن المسلمين في كل زمان وكل مكان بكل وسائل الجهاد سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا بالنفس والمال أو بهما معا.
واستشهدت: لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون﴾ [الحجرات: 15]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال 72]، وقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103] وقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان﴾ [المائدة: 2]. وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قال: «مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ، وَمَالِه» رواه البخاري.
وأكدت: واقعة السؤال وبناء على ما سبق: فإن انتفاضة المسجد الأقصى المبارك تمثل أعلى درجات الجهاد في سبيل الله؛ لرد عدوان المحتلين الصهاينة، وللدفاع عن المقدسات الإسلامية، ويجب على كل مسلم أن يساعد إخوانه المجاهدين في سبيل الله في أرض فلسطين سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وثقافيًّا وبكل ما يملك من نفس ومال كل حسب طاقته وقدرته وحسب الحال والمقام، كما يجوز للمسلم أن يخرج زكاة ماله لهؤلاء المجاهدين وأن ذلك يكون جهادًا منه في سبيل الله.