فضل الصدقة في الدنيا والآخرة
الإنفاق والتصدق من الأعمال العظيمة التي أمر الله عز وجل بها في القرآن الكريم، وجعلها وسيلة لزيادة الرزق والبركة في الحياة الدنيا والآخرة، قالَ النبي ﷺ قال الله تبارك وتعالى: " يا ابن آدم أنْفِق أُنْفِق عليك " رواه البخاري ومسلم.
وفي قول اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" سبأ 39، كما قالَ العلَّامةُ ابنُ عُثيمين عليه ﺭﺣمات رب العالمين - :
• - فإن قالَ قائلَ: كيف يزيد الله تعالى المنفِق فضلا ونحن نشاهد أن الإنفاق ينقص المال حسّا؛ فإذا أنفق الإنسان من العشرة درهما صارت تسعة؛ فما وجه الزيادة؟
• - فالجواب: أما بالنسبة لزيادة الأجر في الآخرة فالأمر ظاهر؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؛ ومن تصدّق بما يعادل تمرة من طيّب - ولا يقبل الله إلا الطيّب - فإن الله يربيها حتى تكون مثل الجبل؛ وأما بالنسبة للزيادة الحسية في الدنيا فمن عدة أوجه:
• - الوجه الأول: أن الله قد يفتح للإنسان باب رزق لم يخطر له على بال؛ فيزداد ماله.
• - الوجه الثاني: أن هذا المال ربما يقيه الله سبحانه وتعالى آفات لولا الصدقة لوقعت فيه؛ وهذا مشاهد؛ فالإنفاق يقي المال الآفات.
• - الوجه الثالث: البركة في الإنفاق بحيث ينفق القليل، وتكون ثمرته أكثر من الكثير؛ وإذا نُزعت البركة من الإنفاق فقد ينفق الإنسان شيئا كثيرا في أمور لا تنفعه؛ أو تضره؛ وهذا شيء مشاهد. تفسير سورة البقرة ( ٣ / ٣٤٩ )
فالزيادة في الأجر في الآخرة هو أمر واضح ومحقق، فإن الله يضاعف الحسنات لمن ينفق في سبيله بنسب كبيرة، فعشر حسنات يضاعفها الله إلى سبعمائة ضعف وأكثر. ومن يتصدق بما يعادل تمرة من حلال طيب، فإن الله يربيها ويكثرها حتى تكون مثل الجبل، هذه الزيادة في الأجر تعد من فضل الله تعالى وإحسانه للمؤمنين.
فالإنفاق والتصدق لهما فضل عظيم وأثرهما الإيجابي لا يقتصر على الأجر الآخرة فحسب، بل يشمل أيضًا الزيادة والبركة في الرزق والمال في الحياة الدنيا، فالله تعالى هو الرازق الكريم، الذي يعلم ما في قلوب الناس ويجازيهم بما يستحقون. لذا، لنستغل هذه الفرصة لزيادة الرزق والبركة في حياتنا عن طريق الإنفاق والتصدق في سبيل الله تعالى.