من هو أول من جهر بالقرآن الكريم في مكة؟
أظهر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه شجاعته وإيمانه القوي؛ حينما قرر أن يكون أول من يجهر بقراءة آيات القرآن الكريم في مكة المكرمة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد روى ابن حبان وصححه الألباني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: "(لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا)".
وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو سادس من ستة في الإسلام، شهد الهجرتين ومعارك بدر وأحد والخندق، وكان من أقرب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. حفظ القرآن الكريم بشكل كامل وكان النبي يشهد له بالفضل والتميز في القراءة.
في تحدٍ للظروف القاسية والتهديدات، قام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بجهر قراءته للقرآن في مكة المكرمة أمام المشركين، الذين كانوا يحاولون قمع الدعوة الإسلامية بكل الوسائل الممكنة؛ ورغم التعذيب والإيذاء الذي تعرض له، استمر في قراءة القرآن بشجاعة حتى أثر الأذى على وجهه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم مادحًا عبد الله بن مسعود: (من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (عبد الله بن مسعود)) رواه أحمد وحسنه الألباني.
وبهذا العمل البارز، أثبت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تفانيه في نشر رسالة الإسلام وقوة إيمانه. يُذكر أنه لم يكن هناك مسلمون يجهرون بقراءة القرآن في مكة المكرمة بسبب التهديدات، ولكن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان استثناءً بهذا العمل الجريء.
ويُشير التاريخ إلى أن هذا الحادث له أثر كبير في تعزيز الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، وقد سطعت شمس الإيمان والشجاعة بفضل مساهمة أمثال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الصحابة الشجعان.