هيئة الاستعلامات المصرية: إسرائيل مرتبكة وتحاول إلصاق تهمة الإبادة بغيرها
علق الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على الادعاءات الإسرائيلية حول معبر رفح وإقحام اسم مصر في محكمة العدل الدولية، بأن الدوافع عبارة عن سياسة الهروب إلى الأمام، موضحًا أن إسرائيل مرتبكة ارتباكًا شديدًا منذ الأمس.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث باللغة الإنجليزية لكى يوصل للعالم رسالة مضمونها أن إسرائيل هي الضحية، كما أن فريق الدفاع يفعل نفس الشيء، مردفًا: "رأينا درجة من الارتباك الشديد في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي، ورأينا المرة الأولى التي توضع إسرائيل كمتهمة أمام القضاء الدولى".
وقال: إن كل الترجيحات تشير إلى أن هناك إدانة ستصدر من محكمة العدل الدولية، وأن إسرائيل ومسؤوليها قد شددوا عشرات المرات على ضرورة حصار غزة ومنع دخول كل ما هو متعلق بالحياة في غزة وخاصة الوقود، وإسرائيل الآن تصر أن هذا القطع للمساعدات وحصار غزة أمر سلبي، وهذه مفارقة غريبة، وهذا الأمر إسرائيل كانت تعتبره جزءًا من الحرب.
وذكر أنه عند ما واجهت إسرائيل جريمة حرب حاولت أن تجعل المتهم شخص آخر وكأنها تؤكد أنها تهمة من الأصل، فمنع دخول المساعدات جريمة حرب إسرائيل كانت تتفاخر بها قبل أن تذهب لمحكمة العدل الدولية، لكن عندما ذهبت للمحكمة فإنها تبحث عن دولة تتهمها.
وعن مضمون الاتهام، أوضح أنه ربما كثيرون لا يعرفون أن هناك 6 معابر أخرى غير معبر رفح ومعبر صلاح الدين، اللذان يطلان على مصر، وهذه المعابر كلها من الجانب الإسرائيلي، مشددًا على أنه إذا كانت إسرائيل تزعم أن مصر تغلق المعبر فلماذا لا تفتح إسرائيل معابرها، ليست لمساعدات إنسانية بل للتجارة.
ولفت إلى أنه فيما يتعلق بمعبر رفح وما زعمته إسرائيل، فإن المعبر خاضع للسيادة المصرية ومفتوح طوال الوقت، أما على الجانب الفلسطيني وفقًا لمحكمة العدل الدولية فإن غزة أرض محتلة، والأرض المحتلة يوجد عليها جيش إسرائيلي، والتحكم في دخول أي شيء من معبر رفح المصري هو أمر في يد سلطات الاحتلال.
وذكر أن الرئيس الأمريكي بايدن في 8 ديسمبر طلب من إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم من أجل مرور المساعدات التي تأتي إلى مصر حيث تفتش هناك، وفي 13 ديسمبر مستشار الأمن قومي الأمريكي بشر العالم بأن إسرائيل قد وافقت على أن تقوم بتفتيش المساعدات الداخلة من الجانب المصري من معبر كرم أبو سالم ومعبر العوجة، بحيث لا يستغرق وقتًا طويلًا، فلا نتحدث عن إرادة مصرية منفردة، فمصر ليس لها سيادة على الجانب الفلسطيني، ونريد أن نأخذ رأى الجهات الدولية التي تتسلم المعونات، من الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمة الصحة العالمية، وكلها تتسلم المساعدات من الجانب الإسرائيلي بعد تفتيشها.
وشدد: "جاءتنا طلبات كثيرة وعديدة من الصحفيين الأجانب للدخول إلى غزة من معبر رفح، ونحن أعلننا بأننا غير مسؤولين عن سلامتهم، ولدينا حتى الآن أكثر من 110 صحفيين قُتلوا، لذا أطلب من الجانب الإسرائيلي علانية أنه إذا كان الأمر يتعلق بالدخول من الجانب المصري فنحن سنسمح لكل الصحفيين للدخول، ولكن على إسرائيل أن تعلن مسؤوليتها عن سلامة كل صحفي يدخل".
وأردف ضياء رشوان: "إسرائيل تواجه مأزقًا لم تواجهه من قبل، ولم تعهد أن تُحاكم على جريمة إبادة جماعية، فهي تفعل كل ما تتصور أنه ينجيها من الاتهام وترمى الكرة كما تتصور إلى الجانب المصري، ونحن نقول لها بشكل واضح فلتدع إسرائيل إن كانت صادقة فيما تقول المساعدات تدخل من معبر رفح مباشرة من قطاع غزة وتدخل للجنوب والشمال".
وقال: إنه بسبب تعطيل إسرائيل لنقل المساعدات بعد تفتيشها في كرم أبو سالم بمعرفة السلطات الإسرائيلية ونقلها إلى سيارات فلسطينية، في أثناء الهدنة لتحقق وصولا أسرع للمساعدات لقطاع غزة جعلت الشاحنات المصرية بسائقيها وعامليها المصريين يذهبون مباشرة من الجانب المصري إلى كرم أبو سالم، ثم يقومون هم بأنفسهم بنقلها إلى قطاع غزة.