حكم الرهان في مباريات كرة القدم.. دار الإفتاء المصرية تجيب
تتعدَّد أشكال القمار والرهان في مجتمعاتنا المعاصرة، وتشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك رياضة كرة القدم، يعتبر الرهان على نتيجة مباراة كرة القدم أمرًا شائعًا بين الكثير بين الشباب، حيث يقوم الأشخاص بوضع مبالغ مالية على فريقٍ معين أملاً في الربح، ومع أنَّ بعض الأشخاص قد يرونها مجرد تسلية، أو فرصة لكسب المال؛ إلا أنَّ هذه الممارسة تثير العديد من القضايا الأخلاقية والشرعية.
تأثيرات الرهان على مباريات كرة القدم ليست محدودة فقط على الرياضة نفسها، بل تنعكس أيضًا على المجتمع بشكل عام، يمكن أن يؤدي الرهان إلى ضياع أموال الأفراد وأسرهم، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الإفلاس والديون المتراكمة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الرهان المستمر والخسائر المالية المتراكمة يمكن أن تؤثر على الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية، وقد تؤدي إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق وحتى الانتحار في بعض الحالات القصوى.
وبغض النظر عن الآثار الاجتماعية السلبية، فإن الرهان على مباريات كرة القدم يعتبر مخالفًا للأحكام الشرعية، وقد تناول أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات برنامج "فتاوى الناس" موضوع القمار وأعطى توضيحًا بشأنه.
ووفقًا لأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، التسابق في حد ذاته لا مانع فيه ويجوز في الإسلام، وكذلك لعب الكرة القدم جائز ما دامت لا تعطل عن ذكر الله والعبادات، وهي لهو مباح، ومع ذلك، أشار إلى أن اللعب على دفع إيجار الملعب في منظمة اللعب يعتبر حرامًا، لأنه يشبه القمار والمقامرة، حيث يتضمن المخاطرة بالمال بطريقة غير مشروعة.
وتؤكد دار الإفتاء المصرية، على حرمة القمار استنادًا إلى الأدلة الشرعية، فقد ورد في القرآن الكريم أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هي رجس من عمل الشيطان ويجب تجنبها، وقد أجمع المسلمون على حرمة القمار، حيث يُعتبر أي نشاط ينطوي على المخاطرة بالمال والاعتماد على الحظ العشوائي في الربح قمارًا محرمًا.
وتترتب على القمار تأثيرات سلبية عديدة على المجتمع، فهو يؤدي إلى ضياع أموال الأفراد وتدهور الأحوال المالية للعائلات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يدفع القمار الأشخاص إلى ارتكاب الجرائم المالية مثل السرقة والاختلاس، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الانتحار.
ومن جهتها قالت دار الإفتاء: نفيد بأن القمار حرام، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 90-91]؛ فقد قال ابن عباس وقتادة ومعاوية بن صالح وعطاء وطاوس ومجاهد: الميسر: القمار، فكل ما كان قمارًا فهو ميسر محرم بالآية الكريمة، إلا ما رخص فيه بدليل آخر كما سيأتي.
ومُحرَّمٌ أيضًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 29-30]، وبقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188]؛ وذلك لأنّ أكل المال بالباطل على وجهين:
أحدهما: أخذ المال بغير رضا صاحبه؛ بل على وجه الظلم والسرقة والخيانة والغصب وما جرى مجرى ذلك، والآخر: أخذه برضا صاحبه من جهة محظورة؛ نحو القمار والربا.