”نصر أكتوبر وآفاق الوعي الديني والمجتمعي المعاصر”.. ثاني ندوات الأزهر بمعرض الكتاب
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب أن مصر دائما هي مركز الإسلام، وكانت دائما مقصد طلاب العلم من ربوع الأرض، وأن ما حدث كان مجرد نكسة، كما سميت حينها، وتمكنا بفضل الله من عبورها والتغلب عليها في نصر أكتوبر العظيم، وكان للأزهر الشريف وعلمائه دور عظيم في ذلك، عبر ما قاموا به من جهد كبير في التعبئة المعنوية حتى تحقُق النصر.
جاء ذلك في الندوة التي عقدها جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، بعنوان "نصر أكتوبر وآفاق الوعي الديني والمجتمعي المعاصر"، حاضر فيها الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الندوة الإعلامي محمود عبدالرحمن، مذيع بالمركز الإعلامي للأزهر الشريف.
وقال فضيلة الدكتور علي جمعة إن نصر أكتوبر له معنى كبير لا يدركه كثير من الشباب الآن، ففيه معنى استجابة الدعاء، وأنه تعالى استجاب دعاءنا فنصرنا، وذلك هو الشعور السائد حينها في كل ربوع المجتمع المصري بجميع شرائحه بعد ما قدموه من صبر كبير وتضحيات عظيمة، حتى تحقق لهم هذا النصر، لافتا أن في نصر أكتوبر أيضا معنى لعودة الثقة لدى الشعب، وثقتهم في الله تعالى بعد أن أكرمهم وقبل دعائهم.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لا تصلح كمصدر للمعرفة، وهذه هي مشكلة شبابنا الحقيقية الآن، وأن علينا مسؤولية كبيرة في توعية شبابنا بخطورة ذلك، وتوعيتهم بكيفية الاعتماد على مصادر موثوقة في معرفتهم، لافتا أننا بحاجة إلى بناء تلك الموثوقية في خطابنا الديني وثقافتنا العامة ومناهجنا التعليمية، لتجنيب شبابنا مخاطر الكذب الافتراضي والاعتماد على مصادر غير موثوقة في المعرفة.
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه من الواجب على شباب اليوم استلهام القدوة وروح النصر من أجدادهم أبطال نصر أكتوبر، هؤلاء الذين ملأت قلوبهم خشية الله، فتحقق بذلك الاستعداد الإيماني مع الاستعداد العسكري فتحقق لهم النصر، ويجب على شبابنا اليوم ألا يغفل هذا الدرس، حتى يكون على أهبة الاستعداد لمجابهة كل ما يواجهه من تحديات العصر.
وأضاف فضيلته أن شباب اليوم مستهدف بالكثير من المخططات الخبيثة، وعلى الشباب التمسك بإيمانهم بالله حتى يُفسد تلك المخططات، مؤكدا أن الأزهر الشريف يقف مع القيادة السياسية في خندق واحد، وهو ما أسهم بقوة في إفساد كل المخططات الخبيثة التي تستهدف مصرنا الحبيبة وشبابنا، فتمكنا بفضل الله من تحقيق نصر أكتوبر العظيم، وتجاوز الكثير من التحديات والفترات الصعبة في تاريخ وطننا العظيم بسلام.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر مربع، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.