معرض الكتاب يعيد البحث في فكر طه حسين
سامي سليمان: مشروع طه حسين الثقافي حقق النهضة
عبد الله إبراهيم: طه حسين ظاهرة ثقافية
شهدت قاعة الصالون الثقافي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فعاليات الجلسة الأولى «مقدمات وحوارات» ضمن المؤتمر الثالث «استعادة طه حسين»، وشارك فيها الدكتور سامي سليمان أحمد رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور عبد الله إبراهيم من العراق، وأدار الجلسة الكاتب والشاعر أحمد سراج.
وفي البداية قال سراج: «في مؤتمرنا "استعادة طه حسين"، سنحاول الوقوف بمشروع العميد وقوفا شحيحا ضاعت في الترب خاتمته، ويقسم المؤتمر إلى أربع جلسات "طه حسين برؤى عربية"، "طه حسين والمؤسسات الثقافية"، "طه حسين والمستقبل"، وهذه الجلسة الافتتاحية: "كلمات ومقدمات لحوارات"، التي استمعنا خلالها إلى كلمتي الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وسننتقل إلى الشق الثاني: "مقدمات لحوارات"، لنستمع إلى رؤيتين تطل كلٌّ منهما على طه حسين من زاوية مختلفة.. فأهلاً بضيفي الكريمين الدكتور عبد الله إبراهيم، والدكتور سامي سليمان».
وأضاف، «إنه رجل جريء العقل، مفطور على المناجزة والتحدي، استطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها، إلى مستوى أوسع وأرحب بكثيرٍ».
وأشار الدكتور عبدالله إبراهيم، إلى أن طه حسين كتب "الأيام" على أجزاء، الأول كتبه في 9 أيام في فرنسا بعد فصله من جامعة القاهرة، واستقال آنذاك أحمد لطفي السيد احتجاجا على ذلك، وكتب الجزء الثاني بين فرنسا وإيطاليا، أما الجزء الثالث بين فرنسا وإيطاليا ومصر في عام 1953، وكان يطمح في كتابة الجزء الرابع لكنه فقد ذاكرته في آخر 3 سنوات ولم يستطع أن يملي على كاتبه.
وأوضح، أن طه حسين ابن التجربة الاستشراقية، وأعظم كتب طه حسين "مستقبل الثقافة في مصر"، وهذا لا ينتقص من طه حسين لأنه ابن زمانه، مضيفا: "أتمني أن لا ندفع طه حسين للقداسة، وعلينا تحليل كتاباته والا نتعبد في محرابه."
وقال سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة: إن النهضة العربية الحديثة من القرن التاسع عشر خلقت نموذجا للمثقف الحديث، وعليه أن يشكل مشروعا ما لتحقيق النهضة، ويتخذ من الكتابة تقديما مشروعا لمواطنيه، وهذا النموذج الحديث تجلي عند احمد لطفي السيد ورفاعة الطهطاوي، وغيرهما.
وأردف: أرى أن مشروع طه حسين الثقافي غايته هي تحقيق النهضة المصرية والعربية، ويجب أن ننظر لصياغة طه حسين وكتابته، مشيرا إلي أنه لم يراجع ما يكتبه وكان يعتمد على كتابة اللسان، وهذا المشروع الذي صاغه طه حسين، قائم على عدة قيم، وهي قيمة الحرية التي تأتي في المرتبة الأولى، وهي القيمة المحورية في مشروعه وكثيرا ما حرص عليها، ثم قيمة العدالة الاجتماعية، والإيمان بالتعددية وتقبل الاختلاف، وتأتي مع هذه القيم الإيمان بقيمة التطور، وكان دائم التطوير من كتاباته.
ولعل الإيمان بقيمة الحرية المرتبطة بالعقلانية، جعلته يشك في العديد من النتائج وطرح تساؤلات في كتاباته، وترسيخ تلك القيم في نفوس المصريين والعرب، وظهر في قراءته للأدب القديم في الشعر الجاهلي وغيرها.
واستطرد: مجال التعليم بلور فيه مشروع مستقبل الثقافة في مصر، لتكون الوسيلة الأساسية لترسيخ الشعور بالهوية المصرية التي كانت قائمة على 3 ركائز وهي: عنصر فرعوني وعربي والعنصر الحديث، هذه أبرز المحاور الأساسية لطه حسين.
ورد الدكتور صبري حافظ على الدكتور إبراهيم، مبينًا أن طه حسين كان ضد الاستعمار جملة وتفصيلا، وأنه تعرض لجملة من المشكلات جراء موقفه هذا، وقد أكد هذا الدكتور عبد الله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة بالإشارة إلى موقف طه حسين المعادي للاستعمار معددًا أمثلة لذلك العداء.
وختم مدير الجلسة بقوله: «خاض معركة الحداثة في بدايات القرن العشرين نيابة عن أمة كاملة، حلم بأن تكون مصر جنة الله في أرضه، وحارب من أجل ذلك، ولنقرأ آخر ما ختم به كتابه مستقبل الثقافة في مصر - كتبه في مدينة مورزين الفرنسية 1973: "أرى شجرة الثقافة المصرية باسقة، قد ثبتت أصولها في أرض مصر، وارتفعت فروعها في سماء مصر، وامتدت أغصانها في كل وجه، فأظلت ما حول مصر من البلاد وحملت إلى أهلها ثمرات حلوة، فيها ذكاء للقلوب وغذاء للعقول وقوة للأرواح.»
جامعة القاهرة تطلق مسابقة باسم طه حسين
وتواصل المؤتمر الثالث بعنوان «استعادة طه حسين»، والذي ترأسه الدكتور سامي سليمان، وشارك فيه الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور عبدالله التطاوي، نائب رئيس جامعة القاهرة، والشاعر محمد بهجت، وقدمته الإعلامية منة الشرقاوي.
في البداية، رحب الدكتور بهي الدين، بالضيوف، وتحدث عن طه حسين الذي تخطى حدود التدريس في كلية الآداب، مضيفًا أنه لولا قراءته لكتاب الشعر الجاهلي لما استطاع العمل بهذه الكفاءة على انتقال الشعر الشفاهي، بين البيئات.
وتحدث عن مشروع طه حسين الذي أصدرت منه الهيئة قرابة 17 كتابًا أضاءت على وجوه طه حسين التي لا يعرفها الكثيرون، ومنها أنه كان معربًا وليس مترجمًا، وأنه شارك آخرين في تأليف الكتب مثل مصطفى مشرفة، ومحمد كرد علي، ووجه التحية إلى فريق عمل الهيئة في إصدار هذا المشروع.
ومن جهته تحدث الدكتور عبدالله التطاوي، الذي حضر نيابة عن رئيس الجامعة الدكتور محمد الخشت، عن دور جامعة القاهرة في الاحتفاء بالذكرى الخمسين لطه حسين، مشيرًا إلي أن الجامعة خصصت هذا العام الدراسي (2023 - 2024) للاحتفاء بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر وورحيل طه حسين، بقرار من رئيس الجامعة.
وقال: إن الجامعة أطلقت عدة مشروعات ثقافية، لإحياء ذكرى طه حسين منها مشروع "إقرأ" الذي استقبلت فيه أبحاث الطلاب حول دراسة كتاب مستقبل الثقافة في مصر وكتاب الشعر الجاهلي الذي آثار جدلا في المجتمع، كي يتعرف الشباب على طبيعة الشخصية الفذة التي ألفت تلك المؤلفات ومناهجها على المستوى العقلاني والفكري.
وأضاف: "لدينا في جامعة القاهرة وثيقة التنوير كل منطلقاتها من منطلقات فكر طه حسين، لافتا إلي أن رئيس الجامعة أعلن عن إطلاق جائزة قيمتها نصف مليون جنيه باسم طه حسين."
فيما رحب سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، بالضيوف، مؤكدًا أن النهضة العربية الحديثة من القرن التاسع عشر خلقت نموذجا للمثقف الحديث، وعليه أن يشكل مشروع ما لتحقيق النهضة، ويتخذ من الكتابة تقديما مشروعا لمواطنيه، وهذا النموذج الحديث تجلي عند احمد لطفي السيد ورفاعه الطهطاوي، وغيرهما.
وقال الشاعر محمد بهجت: إنه شارك في كتابة أشعار عن 4 شخصيات منها طه حسين، وجعله هذا يقترب من مشروعه، وأكثر ما لفت انتباهه هو إصراره على تحطيم كل الصعوبات، وعدد الأعمال الفنية التي تناولت حياة العميد.