مشكلة الشر ودورها في نشر الإلحاد.. ندوة ثقافية بجناح الأزهر في معرض الكتاب
الدكتور محمد داود: الملحد لديه خلل بسبب نقص المعرفة بجلال الله
الدكتور عمرو شريف: قضية الشر الحجة الأولى للإلحاد في الغرب
نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الجمعة، ندوة تثقيفية بعنوان، " مشكلة الشر ودورها في نشر الإلحاد، الرؤية الفلسفية والدينية"، حاضر فيها أ.د / محمد داود، أستاذ اللغويات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، د/ عمرو شريف، كاتب ومفكر في مجال الإلحاد، وأدار الندوة د/ محمد معبد، مدير عام الشئون الفنية بالأزهر الشريف.
وأوضح الدكتور محمد داود أستاذ اللغويات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، أن نقص المعرفة بجلال الخالق عز وجل، يهوي بالملحد في الكثير من المشاكل والمغالطات، موضحا أنه عندما يستعظم هذه المشاكل في ذهنه يحدث لديه الخلل، محذرا من النظرة المقتصرة على عالم الشهادة في الدنيا، دون الوضع في الاعتبار عالم الغيب في الآخرة، مع ضرورة أن نعيد قرائتنا للتعرف على صفات الخالق، عظيم الحكمة، خفي اللطف.
وأكد داود، أن الحوار الفكرى بين الحق والباطل، وبين الشر والخير هو سنة الكون منذ بداية الخلق، مشددا على أهمية التفريق بين الإرداة الكونية والإرادة التشريعية، حيث أن الله تعالى خلق الخير والشر في هذا الكون، لكنه تعالى لم يأمر بالشر، وإنما خلقه لوظيفة كونية وعلمية، من أجل إيقاظ عقل الإنسان ليجتنب هذا الشر، موضحا أن القرآن الكريم اشتمل على (1260) سؤالا للعقل البشري، بما يدل على أنه اعتمد الدليل العقلي، وخاطب العقل بأن يفكر فى خالقه، كما أنه اعتمد الدليل العلمي، كما في قوله تعالى «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم»، داعيا الماديين والملحدين إلى أن يتعرفوا على جلال الخالق عز وجل، وأن من أسماءه الحسنى «الحكيم».
من جهته، أوضح الدكتور عمرو شريف الكاتب في مجال الإلحاد، أن قضية الشر هي الحجة الأولى للإلحاد في الغرب، أما نحن المسلمون فنؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وهي عقيدة عند المسلمين، لذا لا نتأثر بقضية الشر، ولا نعطي لها اهتماما، لأننا نرى الشر نوع من الابتلاء، والابتلاء عندنا امتحان من الله لعباده لرفع درجاتهم ونيل أعلى درجات الجنان، مبيننا أن معضلة الشر والألم، قضية موجودة في الفلسفة الغربية.
ويشارك الأزهر الشريف للعام الثامن على التوالي بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقام جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.