الأنبا إرميا: أحيي نضال الشعب الفلسطيني وما يبذلونه من دماء وتضحيات وفداء للحفاظ على أرضهم
ادعاءات نتنياهو بالسطو على أرض الفلسطينيين تنفيذا لأمر الله كذب وزيف للحقائق
لا يوجد دين في العالم يحث على القتل
التاريخ لن يسامح أو يرحم كل من غض الطرف عن ما يحدث للشعب الفلسطيني
الصهيونية العالمية تسعى لتفتيت البلاد وتعمل على وضع الصراعات بين الأديان
الدكتور نظير عياد: الإمام الأكبر تحمل عبئا كبيرا في نداءاته إلى أحرار العالم من أجل غزة
تطبيق الأخوة الإنسانية ليس بالعسير.. والنفاق السياسي قد يقضي عليها
ما يحدث في غزة دليل على الفهم الخاطئ لمنطوق الوحي الإلهي
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان «إشكالية الأخوة الإنسانية بين الموضوعية والتحيز»، بحضور د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
وأبدى الأنبا إرميا تقديره لنضال الشعب الفلسطيني وما يبذلونه من دماء وتضحيات وفداء للحفاظ على أرضهم، مشددا أنه لا يوجد دين في العالم يحث على القتل، ولم يحدث أن وجدنا هذا إلا في الدفاع عن العرض والأرض والدين، مؤكدا أن ادعاء نتنياهو بأنهم يريدون أن ينفذوا أوامر الله بالسطو على أرض الفلسطينيين كذب وزيف للحقائق، حيث أنهم جاءوا بوعد «بلفور» وليس بوعد من الله.
وأوضح الأنبا إرميا، أنه لا يوجد شعب أغضب الله مثل الإسرائيليين، مشددا أن السلام لا يأتي بإخضاع ولا باستخدام القوة العسكرية والبطش، مضيفا أننا جميعا نتألم لما يحدث من اعتداءات على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن التاريخ لن يسامح أو يرحم كل من غض الطرف عن ما يحدث للشعب الفلسطيني، مشددا على أن الصهيونية العالمية تسعى لتفتيت البلاد وتعمل على وضع الصراعات بين الأديان.
من جهته، أشار الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن النفاق السياسي تسبب في طرح قضية الأخوة الإنسانية بأمزجة مختلفة، محذرا أن هذا المنزلق الخطير يسهم في القضاء على مفهوم الأخوة الإنسانية وفق المراد الإلهي لها، والذي تواتر على ألسنة أنبيائه ورسله الكرام.
وأوضح أمين البحوث الإسلامية، أن الأخوة بمعناها البسيط تقتضي الاعتراف بالآخر، وبحقوقه والواجبات تجاهه، كما أنها تقتضي الإقرار بنوع من التراحم والتكامل والتعاون والتلاحم والتماس العذر للغير، مؤكدا أن فهم الأخوة بهذا المعني يؤدي إلى تحقيق الغاية التي خلق الله الناس لأجلها، والتي تتمثل في الاستخلاف الإيجابي والأمثل للخلق في عمارة الكون، ولتحقيق ذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد تسخير بين بني البشر وبعض.
وأضاف عياد أن ما يحدث في فلسطين، وأهل غزة، يؤكد أن هناك فهما خاطئا لمنطوق الوحي الإلهي، ليس أي سند صحيح، حيث أن هؤلاء الذين يتحدثون عن شعب الله المختار، وأنهم أفضل خلق الله تعالى، عندما نبحث في صحيح أسفارهم، نجد نهي تام عن القتل والدماء والعرض وسلب المال، بما يؤكد أننا أمام قوم لا يعرفون لله تعالى قدرا، ولا للإنسانية حرمة، ولا للدين وقارا، بما يبرهن على زيف دعواهم وتمرسهم في النفاق السياسي فيما يتعلق بالأخوة الإنسانية.
واستنكر عياد، التفاعل العالمي السلبي للعديد من المنظمات والجهات الدولية تجاه ما يحدث في غزة، وانتهاجه سياسة الكيل بمكيالين، حيث انتفض لجانب من العالم، وولي عن الجانب الآخر الخاص بغزة وفلسطين، مشيدا بموقف الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدا أنه تحمل عبئا كبيرا جدا في نداءاته وبياناته إلى أحرار العالم وأصحاب الأخلاق والضمائر الحية، بضرورة التحلي بالموضوعية في التناول، والمصداقية في الحكم.