مجلس الجامعة العربية يؤكد أن تهجير الفلسطينيين اعتداء على الأمن القومي العربي
أكد مجلس جامعة الدول العربية أن ارتكاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لجريمة التهجير للشعب الفلسطيني خارج أرضه، كوجه من أوجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، يعتبر اعتداء على الأمن القومي العربي، وسيؤدي إلى انهيار فرص السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتوسع وتفاقم الصراع في المنطقة.
جاء ذلك في قرار أصدره مجلس جامعة الدول العربية عقب اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية برئاسة المغرب رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب"، بناء على طلب دولة فلسطين، لبحث التحرك العربي والدولي لوقف جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد مجلس الجامعة العربية دعمه لكل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف ، معربا عن تأييده للخطوات التي تتخذها مصر دفاعا عن أمنها القومي، والذي هو جزء أساسي من الأمن القومي العربي.
وحذر المجلس من خطورة الأوضاع الكارثية غير المسبوقة في مدينة رفح الفلسطينية، ومن تنفيذ مخططات ونوايا إسرائيل، بارتكاب جريمة التهجير القسري لنحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني إلى خارج الأرض الفلسطينية.
كما دان مجلس الجامعة العدوان الإسرائيلي المستمر على الجمهورية العربية السورية، والجمهورية اللبنانية، بما يشمل قتل المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية، باعتباره انتهاكا لسيادة الدولتين وسلامة أراضيهما ولقواعد القانون الدولي.
وطالب المجلس بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، بما فيها القراران رقم (2712) لسنة 2023، ورقم (2720) لسنة 2023، مؤكدا أن الأمن والسلام في المنطقة لا يتحققان إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس وبقية الأراضي العربية المحتلة.
ودعا المجلس المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتجسيد استقلال دولة فلسطين وتنفيذ الحل السياسي القائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين، ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام لاعتماد خطوات تنفيذية لتحقيق السلام الشامل بضمانات دولية.
ورحب مجلس الجامعة العربية بجهود الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بصفتها العضو العربي غير الدائم في مجلس الأمن، بشأن القضية الفلسطينية.
وحث المجلس كافة الوزارات والهيئات العربية المعنية بالطفولة والأمومة على سرعة التنسيق مع نظيراتها بمختلف الدول والهيئات الدولية للبحث في كافة الآليات المتاحة لتقديم العون الطبي والإنساني للآلاف من الأطفال الفلسطينيين.
كما حث المجلس على إجراء التحقيقات الدولية والمحاكمات الجنائية بحق مذابح الأطفال، داعيا الدول الأعضاء والهيئات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية إلى وضع قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التي وردت في تقرير لجنة المندوبين الدائمين المؤقتة يوم 30/1/2024 والتي تقتحم المسجد الأقصى المبارك والمرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية.
وأكد المجلس رفضه لحملات التحريض الإسرائيلية الممنهجة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بهدف تقويض دورها، وطلب المجلس من مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية في الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التحرك العاجل بالزيارات والاتصالات والرسائل لنقل مضامين هذا القرار والعمل بموجبها، كما طلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار ورفع تقرير بذلك إلى الدورة المقبلة لمجلس الجامعة، فضلا عن إبقاء المجلس قيد الانعقاد لمتابعة التطورات ذات الصلة بمضامين هذا القرار.