اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
التهويد والهدم.. سياسة الاحتلال لتغيير ملامح القدس والضفة الغربية غارة إسرائيلية في بيروت.. هل نجحت في القضاء على أحد أبرز قادة حزب الله؟ الأمين العام للشئون الإسلامية: الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي مستقر القوى المدنية السودانية تتحدى الفيتو الروسي.. خطوات جديدة لوقف الحرب وحماية المدنيين أوروبا على مفترق طرق.. تحديات الأزمات العالمية وتأثيراتها على استقرار القارة ابتزاز البحر الأحمر.. الحوثيون يفرضون رسوماً غير قانونية على الملاحة الدولية مالى تدخل مرحلة جديدة.. تغييرات حكومية جذرية لمواجهة الأزمات الداخلية والتحديات الاقتصادية فيتو روسيا في مجلس الأمن.. لعبة السيادة والنفوذ على حساب أرواح السودانيين السديس: وسائل التواصل أفسدت العلاقات بين الناس صراع سياسي وقانوني.. مذكرات اعتقال الجنائية الدولية تضع إسرائيل أمام مفترق طرق استفتاء الرئاسي في ليبيا.. خطوة نحو الحل أم فتيل إشعال الأزمة؟ لبنان في الذكرى الـ81 لاستقلاله.. بين مرارة الحرب وأمل الولادة الجديدة

برتقالات من ذهب.. قصة عم ربيع المصري في محبة أهل غزة (قصّة إنسانية)

عم ربيع المصري
عم ربيع المصري

- أضحى أيقونة التضامن العربي الإسلامي في نصرة الشعب الفلسطيني

في صباحٍ مشمسٍ من أيام الشتاء، ووسط هموم الناس وأحاديثهم المتعلقة بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة والذي يعاني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه ما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألفًا أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إلى جانب إصابة نحو 70 ألفًا آخرين، وتدمير أكثر من 60% من مباني القطاع، قرر عم ربيع أن يتخذ خطوة عملية لمساعدة إخوانه في قطاع غزة.

وبينما كان يقف في أحد شوارع القاهرة، حيث تتجه إلى غزة سيارات المساعدات المحملة بالمواد الغذائية والطبية، جاءت فكرة غير تقليدية إلى ذهنه.

ودون أن يفكر كثيرًا، أخذ عم ربيع من بضع صناديق ممتلئة بالبرتقال، وأمسك ببضعة برتقالات منها، ثم قفز إلى جانب الطريق حيث كانت تمر سيارات المساعدات. بدأ يرمي برتقالاً الواحدة تلو الآخرى باتجاه السيارات، معبّرًا بذلك عن تضامنه ودعمه للشعب الفلسطيني في غزة.

عم ربيع أخذ يلقي البرتقال أعلى سيارات المساعدات الإنسانية، ولم يكتف بذلك فقط، بل أخذ بضع برتقالات ومنحها لسائقي شاحنات المساعدات قائلًا: "خذوا هذه الحبات لكم وأمانة أن تتركوا ما ألقيته على الشاحنة ليصل إلى غزة"؛ فأضحت تلك الكلمات معبرة عن إصراره على تقديم ما يملك لنصرة إخوانه في قطاع غزة.

كانت حركته تلك بمثابة رمزٍ للأمل والتضامن، حيث بدأ الناس يلاحظونه ويتوقفون ليراقبونه، ثم تبعه البعض الآخر في تلك الحركة البسيطة والمعبرة. لم يكن البرتقال مجرد ثمرة فاكهة، بل كان رمزًا للعطاء والتضامن، ورسالة صادقة لأهل غزة بأنهم ليسوا وحدهم في محنتهم.

تزايدت حركة إلقاء البرتقال على السيارات، حتى أصبحت جماعيةً، ومنظرًا مؤثرًا يجسد وحدة الأمة العربية وتضامنها في الظروف الصعبة. ومع كل برتقالٍ يُلقى، كان هناك شعور بالتأكيد بأن الشعب المصري يقف إلى جانب إخوانهم في غزة، ويؤكد على أن الإنسانية ليست مقيدة بالحدود الجغرافية.

وبهذه البساطة والإيمان، أحدث عم ربيع ومن تبعه موجةً من الإلهام والتأثير الإيجابي، حيث تحولت رموز البرتقال إلى رموز للأمل والتضامن والتعبير عن الدعم لأهل غزة، وهكذا أضافوا بصمةً إنسانيةً مشرقة في وقتٍ مظلمٍ من تاريخ الشعوب العربية تحت وطأة العدوان والهيمنة الأمريكية والغربية على مقدرات تلك الشعوب مستغلة امتلاكها الأسلحة المتطورة وأسلحة الدمار الشامل للردع.

وهكذا أضحى عم ربيع، الرجل البسيط والذي يعيش في أحد أحياء القاهرة، والذي لم يكن يمتلك الكثير من الثروة، أو القوة، لكنه كان يمتلك قلبًا كبيرًا، وإرادة صلبة للعطاء والمساعدة. وكانت حكايته تعكس صلابة الروح المصرية وتضحياتها ونصرة الشعوب العربية ووحدتها؛ فهل تحرك روحه الصفية ضمير حكومات العالم وخاصة الحكومات العربية والإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة، ويُكتب بحروف من الدم في تاريخ هذه الحقبة التاريخية في عمر الدول العربية والإسلامية والموسومة بالضعف والهوان.