اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحصل على صفة الشراكة الدائمة مع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات واشنطن المتفرجة.. كيف تعزز المصالح الأمريكية استمرار الصراع في غزة؟ الانتخابات الأردنية تحت وطأة الأزمات.. نداء للأمل وسط الغضب الشعبي والوضع الاقتصادي الصعب مدير سابق لنزع السلاح وسلمية الطاقة النووية.. من هو السفير تميم متحدث الخارجية الجديد؟ نتنياهو على المحك.. حرب غزة ومخاطر السقوط السياسي فى واحدة من ابشع المجازر الإسرائيلية : عشرات الشهداء والمصابين في غارة على خيام النازحين بخان يونس رئيس الوزراء الفلسطيني يترأس اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية لمعالجة آثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي واشنطن تطالب إسرائيل بتسريع التحقيق في مقتل أمريكية بالضفة كيربي: حماس لا تزال العقبة أمام التوصل لاتفاق في غزة ألمانيا تفرض ضوابط مؤقتة على حدودها البرية أحاديث نبوية أخطأ المتطرفون فهمها.. المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تحددها ”آكشن إيد”: أطفال غزة يطالبون بالعودة إلى مدارسهم للتعلم بدلا من العيش فيها

قصة رسالة بليغة من الحكيم بتاح حتب عن شيخوخته إلى الملك إسيسي

الحكيم بتاح حتب
الحكيم بتاح حتب

الكثير من الأدباء تحدثوا عن "الشيخوخة"، ومتاعبها، وما قد تصيبه في الإنسان، ولكن لن يكون مثلما كتب الحكيم بتاح حتب عن شيخوخته، وتداول مهام عمله وسلطته لمن هو أصغر منه، وهو ما جعله يكتب رسالة إلى الملك "إسيسي" يطلب منه أن يحتل ابنه مكانه.

ويرصد موقع اتحاد العالم الإسلامي في السطور التالية، حكاية رسالة البليغة من الحكيم "بتاح حتب" إلى الملك "إسيسي" عن "الشيخوخة"، وفقًا لـ موسوعة مصر القديمة «الجزء الـ17» باسم "الأدب المصري القديم"، للعالم الأثري الكبير الدكتور سليم حسن.

لماذا اهتم المصري القديم بكتابة وصيته قبل موته؟

يوضح الكاتب المصري سليم حسن، في موسوعته، أن المصري القديم، عندما كان يشعر بدنو أجله يكتب وصيته، فيقسِّم أملاكه، وغالبًا ما كان ينقش صورةً من هذه الوصية على جدران مقبرته، وكان أحيانًا يخلف لابنه الأكبر نصائح وتعاليم عن تجاربه في الحياة وفي وظيفته، لتكون عونًا له على أداء عمله الحكومي.

وهو ما أقدم عليه الحكيم «بتاح حتب» في الكثير من وصاياه لابنه، ومهما يكن من أمر هذه التعاليم، فإن الغرض منها إرشاد التلميذ وغيره إلى السير الحكيم والأخلاق الحسنة، ليصبح ذا بصر بفنون الكلام، وليعبِّر عمَّا في نفسه بلغة مختارة جديرة بموظف محترم، وهذا هو السر في ذيوعها في عهد الدولة الوسطى، ثم في الدولة الحديثة، وفقًا لـ سليم حسن.

من هو القائد ونجباو إنجدت في مصر القديمة وما حكاية قناعه الذهبي؟

حكاية رسالة بليغة من الحكيم «بتاح حتب» إلى الملك «إسيسي» عن الشيخوخة

وتكشف نسخة من عصر الدولة الحديثة السبب الذي من أجله كتب "بتاح حتب" تعاليمه هذه، فأرسل رسالة لجلالة الملك "إسيسي" يعبر فيها عن شيخوخته وما حل به، ويطلب منه أن يقوم يعلم ابنه مهام عمله، ليؤديها بدلًا منه، فيقول:

«حيث حلت الشيخوخة، وبدا خرفها، وامتلأت الأعضاء آلامًا، وظهر الكبر كأنه شيء جديد، وأضحت القوة أمام الهزال، وأصبح الفم صامتًا لا يتحدث، وغارت العينان، وصُمَّتِ الأُذُنان … وأضحى القلب كثير النسيان غير ذاكر أمسه، والعظام تتألم من تقدُّم السن، والأنف كتم فلا يتنفس، وأصبح القيام والقعود كلاهما مؤلمًا، والطيب أصبح خبيثًا، وكل ذوق قد ولَّى، فتقدُّم السن يجعل حال المرء سيئًا في كل شيء».

وأكمل بتاح حتب في رسالته: «فمرني أصنع لي سندًا لكبر سني، ودَعِ ابني يحتل مكاني، فأعلمه أحاديث مَن يسمعون، وأفكار مَن سلفوا، وهم الذين حرموا السلف في الأزمان الخالية، ولَيْتَهم يعملون لك بالمثل؛ حتى يُتَّقَى الشجار بين الناس، وتخدمك مصر».

وجاء رد الملاك «إسيسي» على رسالة الوزير «بتاح حتب» وقال:

"علِّمْه أولًا الحديث … وإني أرجو أن يكون مثالًا لأولاد العظماء، وليت الطاعة تكون رائِدَهُ، ويدرك كل فكرة صائبة ممَّن يتحدث إليه، فليس هناك ولد يحرز الفهم من تلقاء نفسه".

وهنا نجد وصف بليغ للشيخوخة، في حديث الحكيم «بتاح حتب»، وصورةً مدهشةً من حيث الدقة في التعبير ونفاذ البصيرة وضعها كاتب منذ آلاف السنين.

وقد وافق بالفعل الملك «إسيسي» على طلب وزيره «بتاح حتب» وأمره بتعليم ابنه، لإعداده بتقلد منصبه والقيام بمهام عمله الحكومية على أكمل وجه، وحتى يكون الإبن خلفًا لأبيه.