أسامة بن لادن.. أخطر رجل في العالم الذي سقط بـ”حبل غسيل”
كان الوصول إلى مخبأ بن لادن ضرب من الخيال إلا أن المخابرت المركزية الأمريكية واصلت تتبعه والبحث عن مكانه حتى وصلت إليه ليقتل في شهر مايو من عام 2011 حيث كان يسكن في منزل بمدينة أبوت أباد بباكستان، في عملية تابعها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
ولد أسامة بن لادن، في مثل هذا اليوم العاشر من مارس من عام 1957 في العاصمة السعودية الرياض، في عائلة ثرية، وكانت له تعليمات دينية وثقافية صارمة منذ الصغر وشارك في الحرب ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان خلال الحرب الأفغانية السوفيتية التي استمرت طوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حيث أسس معسكرات تدريب للمقاتلين الجهاديين الذين جاءوا من بلدان متعددة.
بن لادن ضد السوفييت
بعد انتهاء الحرب السوفيتية الأفغانية، أسس بن لادن تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي شن هجمات متعددة في أماكن متفرقة حول العالم ولكن أشهرها على الإطلاق هجوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 الذي دمر خلاله برجي التجارة العالمي إلى جانب شن هجوم على وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" باستخدام طائرات مدنية.
هجمات 11 سبتمبر
وصلت أعمال بن لادن إلى ذروتها في 11 سبتمبر 2001، حين قامت مجموعة من مقاتلي القاعدة بتنفيذ هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة، بتوجيه منه، أسفرت عن مقتل الآلاف وتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، لذا كان الوصول إلى بن لادن إنجاز يستحق أن يتابعه أوباما.
تم تحديد مكان بن لادن في مدينة أبوت أباد بباكستان، وقامت القوات الأمريكية بعملية سرية لاقتحام مسكنه في 2 مايو 2011، وخلال العملية، تم قتله برصاص قوات النخبة البحرية الأمريكية SEAL Team 6، وتم الإعلان عن مقتله رسميًا من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
حبل غسيل يقود إلى بن لادن
وكان لوصول المخابرات الأمريكية لمخبأ بن لادن قصة رواها الكاتب الأمريكي بيتر بيرجين، في كتابه "صعود وسقوط أسامة بن لادن" الذي نشر في شهر أغسطس من عام 2021 بعد أكثر من 10 سنوات على مقتله.
وسرد "بيرجين" في كتابه أن المنزل الذي كان يسكن فيه بن لادن، بني في عام 2005 بواسطة حارسه الشخصي إبراهيم عبد الحميد، وكان يضم زوجاته الثلاث و8 من أبنائه، إضافة إلى 4 أحفاد، يتحصنون داخل منزل بلغ طول أسواره 5.5 أمتار، وتعلوها الأسلاك الشائكة.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن المخابرات الباكستانية هي أول من تنبهت إلى المنزل بعد رصد حارس بن لادن في المدينة عام 2010 يقود سيارته، فتتبعوه وتعرفوا إلى البيت الذي يقيم فيه وبدأت تراقبه، ووصلت هذه المعلومات إلى المخابرات المركزية الأمريكية التي بدأت تراقبه وزرعت عملائها الذين لاحظوا عدم وجود أي خط هاتفي، ولا حتى اشتراك بالإنترنت لمجمع سكني ضخم، يبدو أن مالكه من الأثرياء ويقيم فيه عدد كبير من الأشخاص.
إلى جانب قلة عدد النوافذ وسكان البيت لا يلقون نفاياتهم في القمامة كما يفعل بقية الجيران، بل اعتادوا على حرقها.
ورغم كل هذه التفاصيل إلا أن الصورة لم تكتمل إلا بوجود ثياب بن لادن على "حبل الغسيل" حيث تأكد عملاء المخابرات الأمريكية أن نوعية الملابس وعددها بالنسبة للنساء والرجال والأطفال، يعود إلى نفس أسلوب حياة بن لادن في أفغانستان.