تاريخ من الاضطهاد.. من هم تتار القرم ودورهم في الحرب الأوكرانية؟
خلال لقاء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة اسطنبول يوم الجمعة الماضية، سلم زيلينسكي مضيفه قائمة بأسماء المواطنين الأوكرانيين، بما في ذلك تتار القرم، الذين يتعرضوا للاضطهاد من قبل روسيا في الأراضي المحتلة في أوكرانيا والمحتجزين في السجون والمعسكرات الروسية في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية للغاية"، بحسب تصريحات زيلينسكي.
فمن هم تتار القرم وما تأثيرهم ودورهم في الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة للعام الثالث على التوالي ؟.
ويمتد تاريخ تتار القرم لآلاف السنين، وبدأت حضارتهم في منطقة القرم بوصولهم إلى شبه الجزيرة في العصور القديمة، وقد شهدوا تأثيرات عديدة من الثقافات المجاورة مثل اليونانية والبيزنطية والتترية والروسية.
وتأسست دولة خانات القرم في القرون الوسطى، وكانت هذه الدولة مركزاً للتجارة والحضارة والإسلام في المنطقة، واستمرت حتى القرن الثامن عشر عندما تم ضمها إلى الإمبراطورية الروسية.
وتعرض تتار القرم للعديد من الأحداث التاريخية المهمة، بما في ذلك الهجرات القسرية التي فرضتها الحكومة السوفيتية في القرن العشرين، حيث نُفي مئات الآلاف منهم إلى مناطق مختلفة في الاتحاد السوفيتي، وعانوا من القمع والاضطهاد خلال فترة الحكم السوفيتي، لكنهم حافظوا على هويتهم وثقافتهم على الرغم من ذلك.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في القرن العشرين، استعاد تتار القرم جزءاً من هويتهم الثقافية والدينية، وعاد البعض إلى القرم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واستقلال أوكرانيا وروسيا ومع ذلك، لا يزال لدى تتار القرم تحديات مستمرة، بما في ذلك الصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وحاول الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، استعطاف دول العالم الإسلامي عن طريق الحديث عن تاريخ تتار القرم بالقول "هنا معى مصطفى جميليف قائد التتار الأوكرانيين وهم من السكان الأصليين في أوكرانيا وهم موطنهم جزيرة القرم، موطن المسلمين لقرون، التتار الأوكرانيون كانوا ويجب أن يظلوا جزءا من المجتمع الإسلامي في العالم، وهم يعانون من الغزو الروسي، وأغلبية من يعانون من القمع في جزيرة القرم هم مسلمون"، وجاءت هذه الكلمات خلال خطابه في القمة العربية الـ32 التي عقدت في مايو من العام الماضي 2023.
وعين زيلينسكي وزيرا للدفاع من تتار القرم وهو رستم عمروف، الذي تولى منصبه خلال سبتمبر الماضي، وولد في أوزبكستان، وعاد إلى شبه جزيرة القرم عندما سُمح للتتار بالعودة في الثمانينيات والتسعينيات.