لقاء تاكر كارلسون وبوتين يشعل الأوساط الإعلامية

حالة من الجدل داخل الأوساط الإعلامية الدولية بعدما أعلن المذيع الأمريكي "تاكر كارلسون"،

 المقرّب من الرئيس السابق دونالد ترامب،  إجرائه مقابلة تلفزيونية فريدة من نوعها مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

وفي فيديو حصل على نحو ١٠٠ مليون مشاهدة خلال ساعات قليلة، قال كارلسون إنه يقوم بمقابلة بوتين: "لأن هذا واجبنا، نحن في مجال الصحافة، واجبنا هو إطلاع الناس".

الخطاب الطويل لكارلسون، الذي هاجم الإعلام الغربي وأدعى أنه لم يبذل جهدًا لسماع جانب بوتين من القصة، أثار انتقادات من الصحفيين الأمريكيين والروس.

وواجه تاكر كارلسون الإعلامي  حاله من الغضب في الأوساط الصحفية ليس بسبب إجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنما بسبب ما قاله عن هذه الفرصة النادرة، وأزعج الكثير من الإعلاميين.

وبحسب ما نشر موقع «بوليتيكو» فقد كانت ردود الفعل الغاضبة بسبب هذه المقابلة متوقعة حتى أن بعض الصحفيين وصفوا كارلسون بالشرير.

 حيث قال كارلسون: أن وسائل الإعلام الغربية قامت بـ"العديد من المقابلات" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولم يهتم صحفي غربي واحد بمقابلة رئيس البلد الآخر المتورط في هذا الصراع، فلاديمير بوتين،

وأوضح: أن معظم الأمريكيين ليس لديهم أي فكرة عن سبب غزو بوتين لأوكرانيا أو ما هي أهدافه الآن"، قال. “لم يسمعوا صوته أبدًا. هذا خطأ”.

وفي ردهم على كارلسون، أعلن صحافيون غربيون منذ الثلاثاء أنهم حاولوا اجراء مقابلات مع فلاديمير بوتين، بخلاف ما ادعاه تاكر كارلسون.

ووجه كارلسون، المحلل المحافظ والمذيع السابق في فوكس نيوز مرارًا الشكوك حول دعم الجهود الحربية لأوكرانيا.

ومن المقرر أن تُبث المقابلة التلفزيونية على موقع تاكر كارلسون الإلكتروني، مساء اليوم الخميس.

وفي منشور على حسابه في تطبيق "إنستجرام"، قال الإعلامي السابق في قناة "فوكس نيوز" Fox News إن المقابلة ستُبث في تمام الساعة 18:00 (23:00 ت جرينتش الأربعاء).

وكارلسون الذي يتمتّع بشعبية واسعة في الولايات المتحدة هو شخصية مثيرة للجدل طردته "فوكس نيوز" قبل بضعة أشهر فانتقل إلى تقديم برنامج يبثه على موقعه الإلكتروني وعلى منصة "إكس" (تويتر سابقًا).

وأجرى كارلسون المقابلة مع بوتين في روسيا في زيارة لقيت تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الرسمية الروسية.

والثلاثاء الماضي، قال المذيع في مقطع فيديو فصّل فيه الأسباب التي دفعته للسفر إلى روسيا لمقابلة بوتين، إنّ "معظم الأمريكيين غير مطّلعين، وليست لديهم أي فكرة عما يحدث في المنطقة، هنا في روسيا أو على بعد 600 ميل في أوكرانيا". وأضاف: "يجب أن يعرفوا، لأنّهم يدفعون جزءًا كبيرًا من الثمن"، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه الولايات المتّحدة لأوكرانيا والذي لطالما انتقده.

من جانبه، علق مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان، على المقابلة الصحفية التي يجريها الصحافي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ساليفان، إن الإدارة الأمريكية تعتقد أن الحجج المؤيدة لمزيد من الدعم لأوكرانيا تتغلب على حجج منتقدي هذا النهج.

كما قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: "في ما يتعلق بهذه المقابلة، سمعنا أصواتا في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم تشكك أو تلقي بظلالها على دعمنا الجماعي لأوكرانيا".

ووفقًا لمستشار البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة "جادلت باستمرار حول السبب الذي يجعل تقديم المساعدة لأوكرانيا يصب في المصالح الأمنية الوطنية الأساسية لكل من واشنطن وحلف شمال الأطلسي"، وقال: "أعتقد أن وثائقنا لا تزال سائدة بشأن هذه القضية".

وأمس، قال البيت الأبيض، إن هذه المقابلة الجديدة مع بوتين لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأمريكي "وحشية" الرئيس الروسي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جون كيربي للصحافيين إن ما فعله بوتين في أوكرانيا يجب أن يكون واضحًا للجميع، وكذلك الأسباب الوهمية والسخيفة التي يحاول من خلالها تبرير أفعاله.

من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الأربعاء أن المقابلة قد تمت بالفعل، لكنه لم يوضح متى سيتم بثها.

ولم يجر الرئيس الروسي مقابلة مع وسيلة إعلام غربية منذ بدأت قواته العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.