مسجد عمرو بن العاص.. تعرف على حكاية أول جامع بني في القاهرة
يقع جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بحي مصر القديمة، وهو أول جامع بني بالقاهرة بعد أن فتحها عمرو بن العاص سنة 20 هجريا. بُني هذا الجامع سنة 21 هجريا، وكان عند إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بُنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية. كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع فى ذلك الوقت يطل على النيل، كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره. ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت فى مصر، فقد عرف بعدة أسماء منها: الجامع العتيق وتاج الجوامع، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
التخطيط المعماري
كان التخطيط المعماري الأصلي للجامع يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً ، وقد أحيط الجامع من جهاته الأربع بطريق، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبر، وقد بُنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف أما ارتفاع الجامع من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي ، وقد أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي، وآخرها منذ أسابيع قليلة حيث خضع لعملية تجديد واسعة وشاملة تحت إشراف وزارة الأوقاف.
يتكون جامع عمرو بن العاص من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة. أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة. وبصدر رواق القبلة محرابان مجوفان يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك.
يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قُبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنه يتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع فى رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة..بحسب الهيئة العامة للاستعلامات.
صلاة التراويح
في ليالى شهر رمضان الكريم يكتسب جامع عمرو بن العاص مكانة خاصة في نفوس المصريين، يعرفها كل من صلى التراويح في هذا المسجد العتيق الذي جمع بين أركانه عبق التاريخ وخشوع الإيمان، وهو ما يحدث منذ ثبوت هلال رمضان 2024، حيث يتحول إلى واحد من أهم المقاصد للمصلين خلال الشهر الكريم. ورغم رحابة المسجد وسعته فإنه يكتظ بالمصلين الذين يفترشون الشوارع المحيطة به.