صوت ملائكي تم إسكاته.. قصة ”نبوية النحاس” قارئة القرآن الكريم التي تحدت التقاليد
تنضم القارئة نبوية النحاس إلى سلسال قارئات القرآن الكريم اللاتي عاصرن الرعيل الأول من قراء دولة التلاوة المصرية. تزامن ظهور نبوية النحاس مع القارئتين منيرة عبده وكريمة العدلية اللتين تحدثنا عنهما في الحلقتين السابقين. ولدت نبوية النحاس في أوائل القرن الماضي، وحفظت القرآن الكريم مبكرًا وأتقنت تجويده. انطلقت الفتاة الكفيفة بعد ذلك في إحياء المناسبات المختلفة وحفلات العزاء، كما قرأت في المكان المخصص للنساء بمسجد الإمام الحسين. تميز صوت وأداء القارئة نبوية النحاس بالقوة والصرامة والجدية ومسحة من الخشوع.
حظيت القارئة نبوية النحاس بشعبية كبيرة، وظلت مطلوبة للقراءة داخل مصر وخارجها، وظهر صوتها في الإذاعات الأهلية، وصادفت تلاواتها اهتمامًا كبيرًا.كما بزغ نجم نبوية النحاس في إلقاء الأناشيد والابتهالات الدينية، وكان لها بصمة واضحة.
مع انطلاق الإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي..زاملت القارئة نبوية النحاس القارئات الأخريات مثل منيرة عبده وكريمة العدلية وغيرهما في القراءة بالإذاعة. انتظم بث تلاوات القارئة نبوية النحاس الإذاعة حتى صدرت فتوى أزهرية بتحريم قراءة النساء للقرآن الكريم عبر الإذاعة، بداعي أن صوت المرأة عورة، فحجبت الإذاعة أصوات القارئات، ومن بينهن نبوية النحاس التي لزمت دارها، حتى توفاها الله في عام 1973.
يقول الكاتب الراحل محمود السعدني في كتاب "ألحان السماء": "بموت السيدة نبوية النحاس، انطوت صفحة رائعة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الدينى فى العصر الحديث".