منيرة عبده..حكاية أول ”قارئة قرآن” يتم اعتمادها بالإذاعة المصرية
جنبًا إلى جنب مع الرجال، كانت هناك سيدات يقرأن القرآن الكريم بإحكام شديد، وبعضهن كان يقرأ في الإذاعات الأهلية، وكذلك الإذاعة المصرية عند إنشائها في ثلاثينيات القرن الماضي. ومن أبرز هؤلاء القارئات المعروفات في ذلك الوقت كانت القارئة منيرة عبده، حيث يتضمن هذا التقرير أبرز المعلومات عنها وعن مسيرتها في تلاوة كتاب الله تعالى.
وُلدت الشيخة "منيرة عبده" في بداية القرن الماضي، وقرأت القرآن الكريم أول مرة أمام الجمهور عام 1920، حيث كانت فتاة صغيرة فى الثامنة عشرة من عُمرها، وكانت نحيفة وضعيفة وكفيفة.
أحدث ظهور "منيرة عبده" ضجة كبرى فى زمانها، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت ندًا للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر، وتهافتت عليها جميع إذاعات مصر الأهلية قبل إنشاء الإذاعة المصرية عام 1932.
في عام 1925.. تلقت "منيرة عبده" عرضًا سخيًا من أحد أثرياء تونس؛ لإحياء ليالى شهر رمضان فى قصره بصفاقس بضيافة كاملة وأجر بلغ ألف جنيه، ولكن الظروف حالت دون سفرها، فحضر الثرى التونسى إلى القاهرة ليستمع إليها.
تعتبر الشيخة "منيرة عبده" أول سيدة كفيفة يتم اعتمادها لتلاوة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934، وزادت شهرتها وكانت تُدعى للقراءة في المناسبات والعزاءات للنساء، عندما كانت تقام سرادقات عزاء للنساء فى ساحات البيوت لمدة ثلاثة أيام أيضًا.
أذيعت التلاوة الأولى للشيخة «منيرة عبده» عند افتتاح البث الإذاعى فى العاشرة من صباح الأحد 5 إبريل عام 1936، بعد اعتمادها كأول سيدة كفيفة تقرأ القرآن الكريم فى الإذاعة المصرية بعد الإذاعات الأهلية التى قرأت بها، وتم التعاقد معها بنصف أجر الشيخ محمد رفعت، أى أنها كانت تتقاضى خمسة جنيهات شهريًا.
ظلت الشيخة "منيرة عبده" تقدم التلاوات المتميزة فى الإذاعة، بالإضافة إلى الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920 إلى 1936 حتى قبيل الحرب العالمية الثانية.
وعندما ظهرت فتوى أزهرية تحرم تلاوة المرأة للقرآن الكريم وإذاعة ذلك على الناس، بدعوى أن صوت المرأة عورة، امتنعت الإذاعة عن بث تلاوات قرآنية للشيخة "منيرة عبده"، وظلت في بيتها حتى توفاها الله.