السيدة ”أم محمد”هي أول سيدة مقرئة للقرآن الكريم في مصر
عرفت مصر جيلا من قارئات القرآن الكريم اللاتي استطعن أن يكن ندا للرجال في مجال التلاوة. وكما ذكرنا في الحلقات السابقة فقد تمكن عدد من هؤلاء القارئات أن يقاسمن القراء الرجال التلاوة في حفلات العزاء وعموم المناسبات، فضلا عن أن أصوات بعض هؤلاء القارئات وصل إلى الإذاعات الأهلية ثم الإذاعة المصرية فور إنشائها، حتى خرجت فتوى أزهرية تحرم قراءتهن، بدعوى ان صوت المرأة عورة.
ولكن زمنيا، وبحسب المعلومات المتاحة تعتبر الشيخة أم محمد أول قارئة مصرية تتلو القرآن الكريم أمام جمع غفير من الناس، ويصبح لها جمهور ومريدون. ظهرت "أم محمد" في عصر محمد علي باشا. كان صوتها طيبا وأداؤها رصينا ، وقربها محمد علي إلى القصر، وجعلها تقرأ في حرملك الوالى. كانت "أم محمد" بحسب كتاب "ألحان السماء" للكاتب الراحل محمود السعدني تحيي ليالى المآتم في قصور قادة الجيش وكبار الدولة. ظلت "أم محمد" موضع إعجاب محمد علي، حتى إنه أمر بسفرها إلى أسطنبول لإحياء ليالى شهر رمضان في حرملك السلطان. حظيت "أم محمد" بالتقدير المحلي والخارجي وحصلت على العدد من الهدايا والتكريمات تقديرا لموهبتها في تلاوة القرآن الكريم. وإذا قادتك قدماك إلى مسجد الإمام الشافعي فسوف تقع عيناك على ضريح يحمل اسم "أم محمد"، وهو الضريح الذي أمر ببنائه محمد علي لتدفن فيه، حيث ماتت في أواخر حكمه، وتم تشييعها في جنازة مهيبة، ما يعني أنها ماتت قبيل عام 1848 ميلاديا، حيث حكم محمد علي مصر بين عامي 1805-1848 . ورغم الرحيل البعيد جدا فلا تزال سيرة "أم محمد" باقية وخالدة حتى الآن.