كامل يوسف البهتيمي.. صوت ملائكي أخاذ وحضور قرآني خاشع يهز مشاعر المستمعين
تذيع إذاعة القرآن الكريم اليوم "قرآن المغرب" بصوت القاريء الشيخ كامل يوسف البهتيمي. ويُنظر إلى الشيخ "البهتيمي" باعتباره من أبرز أعلام دولة التلاوة المصرية. يقول رئيس شبكة القرآن الكريم رضا عبد السلام على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: " قرآن المغرب مع القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي، هذا الصوت الذي تجمعت فيه كل الصفات الرائعة القوة والجمال والنداوة مع الإخبات والخشوع، تحس أنه يأتي من روح شفافة مضت فيها معاني الآيات، فوصلت إلي السامعين بصوت ملائكي أخاذ، والتلاوة من نوادر تلاواته مما تيسر من سورة مريم"..ونقدم خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن الشيخ "البهتيمي".
ولد الشيخ "البهتيمي" عام 1922 بإحدى قرى محافظة القليوبية، أتم حفظ القرآن صغيرًا، ثم تلقى القراءات السبع على يد شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ عامر عثمان. طاف العالم قارئًا لكتاب الله، وتلا القرآن العظيم في ساحة المسجد الأقصى، وكان قارئًا للسورة في مسجد عمر مكرم، حتى باغته المرض ووافاه الأجل وهو في قمة عطائه وتوهجه عام 1969 عن عمر ناهز 49 عامًا.
كان "البهتيمي" مبدعًا في توظيف المقامات الموسيقية في تلاواته توظيفًا عظيمًا، كما كان قارئًا ومتفردًا واستثنائيًا وخاشعًا في جميع تلاواته، ما كان سببًا في خلود اسمه وسيرته حتى الآن. وصف الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل القاريء الشيخ "البهتيمي" بأنه "معجزة قرآنية من كوكب الأرض تصل بنا إلى عنان السماء".
ترك الشيخ "البهتيمي" -رغم عمره القصير- ثروة قرآنية هائلة، تشمل مائتى وخمسين تسجيلًا بأستوديوهات الإذاعة، مدة التسجيل الواحد نصف ساعة، وخمسة تسجيلات، مدة التسجيل الواحد ثلاثة أرباع الساعة، وخمسة عشر تسجيلًا آخر، مدة التسجيل الواحد ربع الساعة، وعشرة تسجيلات أخرى، مدة التسجيل الواحد عشر دقائق، وعشرة تسجيلات، مدة التسجيل خمس دقائق، وعشرين تسجيلًا قصيرًا جدًا، مدة التسجيل نحو 3 دقائق.
وعلى صعيد التلاوات الخارجية.. ترك "البهتيمي" ثلاثمائة تسجيل من مساجد مصر المختلفة، تتراوح مدة التلاوة فيها بين خمس وعشرين دقيقة وخمسين دقيقة، ونحو 30 تسجيلًا من سرادق عابدين، كما يوجد بمكتبة التليفزيون ما يزيد على خمسين تسجيلًا متفاوتة المدد الزمنية.
عدد قليل من القراء أتقن الجمع بين التلاوة والإنشاد، ولعل القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي واحد من هؤلاء الذين أجادوا في المجالين، دون أن يطغى أحدهما على الآخر. لم يكن "البهتيمي" قارئًا عظيمًا وصاحب حنجرة فولاذية فحسب، ولكنه كان أيضًا مُبتهلًا مُتفردًا، يشجي مستمعيه ويصل بهم إلى درجة "السلطنة".