الشيخة سكينة حسن..قارئة من الصعيد الجواني
الشيخة سكينة حسن تعتبر أول قارئة للقرآن الكريم في زمانها يتم تسجيل قراءتها لكتاب الله تعالي على أسطوانات وتداولها وبيعها.
ووفق المعلومات القليلة المتوفرة عنها في كتاب مثل "ألحان السماء" للكاتب الراحل الرحل محمود السعدني..فإن الشيخة سكينة حسن من قارئات القرآن الكريم البارزات في زمنها، حيث لفتت الأنظار وجذبت الآذان إليها، وعرفها الناس، وأصبح لها مستمعون يقصدونها ليستمتعوا بأدائها، وشهد لها قراء زمانها.
اللافت أن الشيخة سكينة حسن تنتمي إلى الصعيد الجواني، فهي من مواليد محافظة أسيوط، وتحديدا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث كانت الضوابط صارمة والتقاليد صعبة، وغير مسموح للمرأة أن تجاهر بصوتها حتى لو قراءة القرآن الكريم.
ولكن موهبة الشيخة سكينة المتوجة بالحفظ الجيد لكتاب الله وإتقان أحكام التلاوة وشهادة رجال زمانها لها كلها عوامل مهدت لها الطريق لأن تقرأ في العزاءات والمناسبات التي تحضرها النساء.
كما كانت موهبتها المتدفقة وشهرتها التي ملأت محافظات مصر حينها من ضمن الأسباب التي دفعت إحدى الشركات الخاصة إلى أن تسجل لها تلاواتها على أسطوانات حتى يكون تداولها سهلاً .
تمتعت الشيخة سكينة بصوت وقور جدًا وأداء رصين ومنضبط وإحساس بكلمات الله، ما جعلها موضع احترام وتقدير كل من يسمعها.
ظلت الشيخة سكينة حسن تصدح بكتاب الله تعالى حتى وافاها أجلها منتصف القرن العشرين تقريبًا.
وتنضم الشيخة سكينة إلى سلسال من القارئات المصريات مثل: الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية وغيرهما، واللافت أن معظم قارئات القرآن الكريم في تلك الفترة كن مكفوفات البصر، ولكن الله منحهم بصيرة جعلتهن قادرات على استيعاب كلماته وفهمه وإتقان تلاواتها.