اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل”

الشيخ جاد الحق: من القاضي إلى شيخ الأزهر الجريء

الشيخ جاد الحق
الشيخ جاد الحق

تحل اليوم الجمعة الذكرى الـ 107 على ميلاد فضيلة الشيخ جاد الحق، الشخصية البارزة والمؤثرة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.

ولد الشيخ جاد الحق في قرية بطرة في محافظة الدقهلية في عام 1917، واجتاز على مدار حياته محطات مهمة في مجال القضاء والفتوى، وترك بصماته الواضحة كشيخ سابق للأزهر الشريف، في السطور التالية سنستعرض أبرز المحطات في حياة الشيخ جاد الحق.

الرحلة من الطفولة إلى التعليم

ولد الشيخ جاد الحق في أسرة محترمة، ونشأ في بيئة تتسم بالقيم الدينية والأخلاق الحميدة. وقد أظهر اهتمامًا بالعلم والتعليم منذ صغره، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في صغره. درس في المعاهد الدينية والجامعة الأزهرية بالقاهرة، حيث اتسم بالاجتهاد والتفوق العلمي.

المحطات البارزة في حياة الشيخ جاد الحق

بعد تخرجه، شغل الشيخ جاد الحق عدة مناصب في القضاء المصري، حتى تم تعيينه مفتيًا للديار المصرية في عام 1978، قام بتنشيط دار الإفتاء وحفظ تراثها الفقهي، ونشر مجموعة كبيرة من الفتاوى التي تتعلق بالقضايا المعاصرة التي تشغل الأمة.

كما عُين وزيرًا للأوقاف وشغل منصب شيخ الجامع الأزهر، حيث قاد المؤسسة بحكمة واستقامة في ظل الأوضاع الصعبة.

عُرف الشيخ جاد الحق بجرأته في الدفاع عن القضايا العادلة والقضايا الإنسانية، أعلن تأييده للأقليات المسلمة وتضامنه مع القضية الفلسطينية، كان له موقف واضح فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، حيث أبدى رفضه لزيارة القدس إلا بعد تحريرها ورفض استقبال أي وفد إسرائيلي في الأزهر، معتبرًا ذلك خيانة للقضية الفلسطينية.

كما أثار الشيخ جاد الحق العديد من الجدليات الاجتماعية والدينية، حيث أصدر فتاوى تتناول قضايا حساسة مثل المرأة وحقوقها، والميراث، والعمل المرأة، كان دعي إلى التجديد في فهم الإسلام ومواكبة التطورات الحديثة، مما أثار استياء بعض الجماعات المحافظة.

رحل الشيخ جاد الحق في 15 مارس 1996 ، ولكن تأثيره لا يزال مستمرًا في الوقوف ضد الظلم والاضطهاد والتمسك بالقضايا العادلة، يُعتبر الشيخ جاد الحق رمزًا للشجاعة والحكمة، وقد ترك إرثًا ثقافيًا هامًا في مجال الفتوى والتعليم الإسلامي، لا يزال طريقه في التعليم والتفكير النقدي يلهم الكثيرين حتى يومنا هذا.

وكان للشيخ رأى واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة في سبتمبر 1994، فعارض دعوات الانحلال الأسرى والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتكرر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة، الذي عقد في بكين في سبتمبر 1995.

ويُذكر للإمام الأكبر الراحل جهوده في نشر التعليم الأزهري والتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية في أنحاء مصر، وبلغت المعاهد الأزهرية في عهده 5 آلاف معهد، وأنشأ فروعًا لجامعة الأزهر في بعض محافظات مصر ومدنها الكبيرة.

كما أسس فروعًا للجنة الفتوى في الكثير من ربوع مصر، حتى بلغت 25 لجنة، وللشيخ جاد الحق مؤلفات عديدة منها "الفقه الإسلامي مرونته وتطوره" و"بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة" و"رسالة في الاجتهاد وشروطه" و"رسالة في القضاء في الإسلام".

وتم تكريم الشيخ جاد الحق في أكثر من مناسبة، فحصل على وشاح النيل عام 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر، ومنحه المغرب وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1995، ولقى ربه يوم 15 مارس 1996، لتبقى ذكراه الطيبة ومواقفه المشرفة.