إيران: العملية العسكرية ضد إسرائيل كانت تحذيرية فقط
قال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الإيراني، اليوم (الأحد)، إن العملية العسكرية التي شنتها إيران ضد إسرائيل الليلة الماضية كانت تحذيرية فقط.
وقال في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء العالم العربي» نقلاً عن قناة «العالم» التلفزيونية الرسمية، إن الضربة لم تستهدف أي مواقع اقتصادية.
وأضاف باقري أن أنظمة الدفاع الجوي ستدخل جميعها العمل إذا كانت هناك حاجة لذلك.
ومن جانبه، قال حسين سلامي، القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إن صواريخ «كروز» التي أطلقتها بلاده تمكنت من عبور الدفاع الدقيق والحماية المعقدة التي قامت بها إسرائيل بمساعدة أميركا، في المجال الجوي العراقي والأردني وحتى سوريا.
وأوضح قائلا: «حتى اللحظة لا نملك معلومات دقيقة عن نتائج عمليات ليلة أمس؛ لكن لدينا معلومات بأنها تمت بنجاح وحققت أهدافها بدقة».
وتابع قائلاً: «قمنا بعمليات محدودة بحجم ووزن معين لتحذير إسرائيل، وكان يمكن أن تكون عملية موسعة».
وأضاف قائد «الحرس الثوري»: «اتخذنا معادلة جديدة مع إسرائيل، وهي الرد على أي اعتداء من جهتها من الأراضي الإيرانية مباشرة».
علي الصعيد الآخر أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم (الأحد)، «إحباط» الهجوم الذي شنّته إيران، مؤكدا اعتراض 99 في المئة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تمّ إطلاقها.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، إن إسرائيل ستحقق النصر بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكتب نتنياهو في منشور موجز على موقع إكس: «اعترضنا وتصدينا، معا سننتصر».
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي على منصة إكس: «اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا إنجاز استراتيجي مهم جداً».
وأضاف: «إيران شنت أكثر من 300 هجوم على إسرائيل... واستخدمت صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة».
وتابع قائلاً: «التهديد الإيراني واجه التفوق الجوي والتكنولوجي لجيش الدفاع (الإسرائيلي) بمشاركة تحالف قتالي قوي تمكن من اعتراض الأغلبية الساحقة من التهديدات».
وأوضح المتحدث أنه من أصل نحو 170 طائرة مُسيرة أطلقتها إيران «لم تخترق ولو واحدة منها إسرائيل، حيث اعترضت طائرات حربية لسلاح الجو وأنظمة الدفاع الجوي التابعة لنا ولحلفائنا عشرات منها».
وأضاف أدرعي: «من أصل أكثر من 30 صاروخ كروز أطلقتها إيران، لم يخترق أي صاروخ الأراضي الاسرائيلية. لقد اعترضت طائراتنا الحربية 25 صاروخاً خارج حدود الدولة».
وأردف: «من أصل أكثر من 120 صاروخاً باليستياً (أطلقتها إيران)، اخترق عدد ضئيل جداً الحدود الإسرائيلية بينما تم اعتراض باقي الصواريخ. هذا العدد الضئيل سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم وألحقت أضراراً طفيفة بالبنية التحتية».
وشنت إيران في ساعة متأخرة من مساء السبت هجوماً ضد إسرائيل بعشرات الطائرات المُسيرة والصواريخ انطلاقاً من أراضيها، وذلك بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يعتقد أنه إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي.
ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى في إسرائيل جراء أول هجوم إيراني مباشر عليها.
مسؤول أمريكي: بايدن يعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران
قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة «سي إن إن» اليوم (الأحد) إن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران. ونقلت «سي إن إن» عن المسؤول الأمريكي قوله: «بايدن أبلغ نتنياهو أن التقييم الأمريكي يُظهر أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد بعيد، وأظهرت القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة».
وأضاف المسؤول الأمريكي أن بايدن أبلغ نتنياهو أنه على إسرائيل أن تعد الهجوم الإيراني عليها «فوزاً».
وجاءت هذه التعليقات خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بين بايدن ونتنياهو، في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران في ساعة متأخرة من مساء السبت، بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ، انطلاقاً من أراضيها باتجاه إسرائيل، وذلك بعد مقتل قائد كبير في «الحرس الثوري» في هجوم يُعتقد أنه إسرائيلي، استهدف القنصلية الإيرانية في بيروت.
وخلال المحادثة الهاتفية، أبلغ بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة ستعارض كذلك أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض تحدث إلى موقع «أكسيوس».
وأبلغ مسؤولون أمريكيون «أكسيوس» أن «الإدارة الأمريكية تخشى أن يؤدي الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني إلى حرب إقليمية تبعاتها كارثية».
وفي السياق نفسه، أكّد الرئيس الأمريكي دعمه «الثابت» لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، السبت، بينما ساعدت القوات الأمريكية في إسقاط «تقريباً كل» المُسيَّرات والصواريخ التي أطلقتها طهران باتجاه إسرائيل. وقال بايدن في بيان، إنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي «التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل».
وأوضح: «قلت له إن إسرائيل أبدت قدرة لافتة على الدفاع عن نفسها في وجه هجمات غير مسبوقة وفي إحباطها، موجهة رسالة واضحة إلى أعدائها بأنه لا يمكنهم جدياً تهديد أمن إسرائيل».
وقال إن واشنطن ساهمت في إسقاط تقريباً كل» المُسيَّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد «إحباط» الهجوم الإيراني، مؤكداً اعتراض «99 في المائة» من الطائرات المُسيَّرة والصواريخ التي تمّ إطلاقها.
وقال الرئيس الأمريكي أيضاً إنه سيتواصل، الأحد، مع نظرائه في «مجموعة السبع» لتنسيق «رد دبلوماسي موحد» على هجوم إيران الوقح.
وكان بايدن قد قطع عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير التي تبعد أكثر من 150 كيلومتراً عن العاصمة واشنطن، قبل الإعلان عن الهجوم الإيراني ردّاً على قصف قنصلية طهران في دمشق قبل نحو أسبوعين، والذي نُسب إلى إسرائيل.
والهجوم الصاروخي هو الأوّل من نوعه الذي تشنّه إيران ضد إسرائيل مباشرة.
وفي وقت سابق أمس السبت، قدّر البيت الأبيض أنّ «الهجوم الجوّي ضد إسرائيل» سيستغرق «على الأرجح ساعات عدّة».
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في بيان إن فريق بايدن على «اتصال مستمر» مع الإسرائيليين وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين.
ولدى عودته إلى البيت الأبيض، توجه بايدن على الفور إلى المكتب البيضاوي، ثم انضمّ إلى اجتماع أزمة في غرفة تحظى بحماية مشدّدة، ضمّ مسؤولين بارزين، بينهم وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، حسب البيت الأبيض.
عزمت إيران مساء السبت بالرد علي حادث قصف إسرائيل قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل الحالي.
فقد أعلنت إسرائيل أن وابلاً من الطائرات الإيرانية المسيرة أُطلقت باتجاهها، وأن أنظمة الدفاع جاهزة لإسقاطها أو لإطلاق صفارات الإنذار لمطالبة السكان في أي منطقة مهددة بالاحتماء.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحفي إن الطائرات المسيرة ستستغرق عدة ساعات للوصول إلى إسرائيل.
أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني، السبت، أن الأردن قرر إغلاق أجوائه أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء مؤقتاً "في ضوء تصاعد المخاطر المحيطة بالمنطقة".
وقالت في بيان إنها "اتخذت قراراً بإغلاق الأجواء الأردنية أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء بشكل مؤقت ابتداء من الساعة 20:00 بالتوقيت العالمي UTC أي 11:00 مساء بالتوقيت المحلي لعدة ساعات قادمة ويتم تحديث ذلك ومراجعته بشكل مستمر حسب التطورات.
كما أوضحت أن القرار جاء "حفاظاً على سلامة وأمن الطيران المدني في الأجواء الأردنية وفي ضوء تصاعد المخاطر المحيطة في المنطقة وبعد تقييم المخاطر وفقاً للمعايير المتبعة عالمياً".
تشويش على نظام الـ"جي بي أس"
بدورها أكدت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أنها خاطبت الجهات المعنية في دولتين مجاورتين لإيقاف التشويش على أنظمة خدمة خرائط الموقع الجغرافية وتنتظر الرد.
من جانبه، كشف رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني، هيثم مستو، في تصريحات صحافية، أن حركة الطيران في الأردن تأثرت نتيجة التشويش الذي طال نظام "جي بي أس" واستخدمت الطائرات أنظمة بديلة له.
وأضاف أن حركة الملاحة مستمرة بشكل اعتيادي عقب استخدام الأنظمة البديلة.
كما أكد أن "التشويش على نظام الـ"جي بي أس" الملاحي يؤثر على مناطق واسعة من شرق حوض البحر المتوسط ويشمل مناطق في البحر الأسود وشرق أوروبا".
في حين ختم موضحاً أنه "بالنسبة للتأثير على الملاحة للطائرات، فهو يؤثر على الأجهزة التي تعتمد على إشارات الـ"جي بي أس". إلا أن هناك أنظمة أخرى بديلة للملاحة في الطائرات وكذلك الأجهزة الإرشادية الأرضية التي تستخدمها الطائرات، وبالتالي تستمر الملاحة بشكل اعتيادي".
يأتي ذلك وسط توتر غير مسبوق يعم المنطقة، وترقب لضربات إيرانية محتملة قد تستهدف مواقع إسرائيلية رداً
على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الأول من أبريل.