الأمم المتحدة تحذر من ظهور جبهة جديدة من النزاع في السودان
وجه مسؤولون كبار في الأمم المتحدة أمس الجمعة ، تحذيرًا لمجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور حيث بات السكان على شفا مجاعة.
وأوضح المسؤولون أن نحو 800 ألف شخص في مدينة الفاشر السودانية معرضون لخطر شديد ومباشر في ظل تفاقم أعمال العنف والتهديد بإطلاق العنان لصراع قبلي دموي في جميع أنحاء دارفور.
وكشفت روزماري ديكارلو ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أن البلاد تشهد "أزمة ضخمة من صنع الإنسان بالكامل"، بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأعربت عن قلقها إزاء تقارير في شأن هجوم "وشيك" محتمل قد تشنه قوات الدعم السريع على الفاشر، وهو ما يثير خطر فتح "جبهة جديدة في النزاع".
وأشارت إلى أن "الأطراف المتنازعون تجاهلوا بشكل متكرر الدعوات لوقف الأعمال العدائية، بما فيها تلك الصادرة عن هذا المجلس، وبدلًا من ذلك سرعوا استعداداتهم لمزيد من المعارك"، متحدثة عن "مواصلة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حملاتهما لتجنيد مدنيين".
وأكدت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 25 مليون نسمة، أي نصف عدد سكان السودان، بحاجة إلى المساعدة، وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم.
ولفتت أديم وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «يشكل العنف خطرا شديدا وفوريا على 800 ألف مدني مقيمين في الفاشر».
وأضافت «ويهدد ذلك بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور حيث يوجد أكثر من تسعة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية».
وقالت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء فوري «لمنع حدوث خسائر في الأرواح على نطاق واسع والانهيار التام لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان».
وتعهد مانحون بتقديم أكثر من ملياري دولار للسودان الذي مزقته الحرب في مؤتمر عُقد في باريس يوم الإثنين.
يشار إلى أن الفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وقد لجأ إليها كثير من النازحين بعد أن ظلت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.