قمة أبوجا.. التحديات والتعاون الإقليمي في مواجهة التهديدات الإرهابية
قمة أبوجا في أفريقيا تعتبر واحدة من الفعاليات الرئيسية التي تجمع زعماء الدول الأفريقية لمناقشة القضايا الهامة المتعلقة بالتنمية والسلم والأمن في القارة الأفريقية. تعقد هذه القمة بانتظام في العاصمة النيجيرية، أبوجا، وتشارك فيها الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية والشركاء التنمويون.
تتناول قمة أبوجا مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التنمية الاقتصادية، وتعزيز السلم والأمن، وتعزيز التعاون الإقليمي، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، وتعزيز حقوق الإنسان والتمكين الاقتصادي، وتعزيز التعليم والصحة، والتصدي للتحديات البيئية وتغير المناخ، وغيرها من القضايا ذات الأهمية بالنسبة للقارة الأفريقية.
من خلال هذه القمة، يمكن للزعماء الأفريقيين تبادل الآراء والخبرات، واتخاذ القرارات المشتركة، ووضع الخطط والاستراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار في القارة الأفريقية.
تستمر القمة التي بدأت يوم الإثنين وتختم أعمالها الثلاثاء، وهي تجمع العديد من قادة الدول الأفريقية في قمة رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب، التي تنظمها الحكومة النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
تركز القمة على التعاون الإقليمي في التصدي للإرهاب، وتعتبر فرصة لمراجعة طبيعة وخطورة تهديد الإرهاب في القارة، وفقًا للبيان الصادر عن الرئاسة النيجيرية.
تكتسب هذه القمة أهمية كبيرة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القارة الأفريقية من جراء الإرهاب، حيث تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وإعادة تشكيل الرد الجماعي على الإرهاب في أفريقيا.
من بين القادة المشاركين في القمة، الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، والرئيس التوغولي فورغناسينغبي، والرئيس البنيني باتريس تالون، والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الموريتاني محمد بلال، بدعوة من الحكومة الفيدرالية النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
في قمة مكافحة الإرهاب التي عُقدت في أبوجا، أشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إلى تحول مركز الإرهاب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جنوب الصحراء الإفريقية، مع التركيز المتزايد على منطقة الساحل. وأكدت أن الوضع في الساحل خطير، حيث تسجل المنطقة حاليًا حوالي نصف جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب عالميًا.
وفي هذا السياق، دعم الرئيس النيجيري، بولا أحمد تينوبو، التعاون الإقليمي وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، ودعا إلى تأسيس قوة عسكرية احتياطية لتعزيز القدرة على الردع ضد العمليات الإرهابية الواسعة النطاق والممتدة. وأشار إلى أن قوة مشابهة قد تكون لها دور هام في منع الهجمات الإرهابية.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس التوغولي، فاوري غناسينغبي، المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده لدعم البلدان الأفريقية في جهودها لمكافحة الإرهاب، وتحسين تمويل العمليات الضرورية لهذا الغرض.
تأتي هذه المناقشات وسط تصاعد التهديدات الإرهابية في المناطق الحدودية للنيجر وبوركينا فاسو ومالي، والتي شهدت ازديادًا في حوادث العنف والتطرف. وتمثل هذه التحديات تحديًا حقيقيًا للتعاون الإقليمي والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها.