ما حكم إعطاء جلد الأضحية للجزار على سبيل الأجر؟
ورد سؤال لدار الإفتاء يقول صاحبه فيه: ما حكم إعطاء جلد الأضحية للجزار على سبيل الأجر؟
وأجابت دار الإفتاء: أنه لا يجوز للمسلم أن يعطي الجزار شيئًا من الأضحية على سبيل الأجر، ويمكن إعطاؤه على سبيل التفضل والهدية أو الصدقة؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: »أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلتِهَا، وَأَنْ لاَ أُعْطِيَ الْجَزارَ مِنْهَا، وقَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا.
في سياق آخر؛ قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الأنواع المقبولة للأضحية هي الأنعام، والتي تشمل الخراف والماعز والماشية (البقر) والإبل. هذه الأنواع اتفق الفقهاء على جواز التضحية بها.
شروط الأضحية
أكد الدكتور علي جمعة أن الأضحية يجب أن تكون سليمة تامة، خالية من العيوب التي تنقص اللحم، كأن تكون عمياء أو عرجاء. كما ينبغي ذبحها بالرفق والإحسان، دون إصرار أو عنف.
التضحية بالديك والنعامة
هناك اختلاف بين العلماء حول جواز التضحية بالديك أو النعامة. فقد ورد عن الصحابي الجليل بلال بن رباح أنه ضحى بديك. ومع ذلك، فإن الفقه المتوارث عن الأئمة الأربعة لا يجيز التضحية بغير الأنعام.
أحكام الأضحية
أوضح الدكتور علي جمعة أن الأضحية من سنن الكفاية، بمعنى أن أضحية أهل بيت واحد تكفي عنهم جميعًا. كما أن البقرة أو الجمل يغنيان عن سبعة، بينما الشاة تكفي عن أهل البيت مهما كثر عددهم.
وتابع علي جمعة "والشاة تغني عن واحد، الشاة تغني عن أهل بيت مهما كثر عددهم الرجل وزوجته وأولاده وكذا إلى آخره. يقول وأضحية من أهل بيت تعدد. يعني جائز اسمها سنة الكفاية. فكما أن الإنسان عندما يدخل ويسلم على الجميع سلامًا واحدًا فيرد عليه واحد ويكفي."
وأضاف "كذلك الأضحية من أهل بيت تعدد. هي من سنن الكفاية التي تكفي عن الجميع. وينبغي أن تكون سليمة خالية لا عمياء ولا عرجاء.. خالية من العيوب التي تنقص اللحم."
قَالَ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». (وَإِذَا ذَبَحْتُمْ) أي بهيمة تحل (فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ) الذبح بالرفق بها، فلا يصرعها بعنف، ولا يجرها للذبح بعنف، ولا يذبحها بحضرة أخرى (وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) وإراحتها تحصل بسقيها وإمرار السكين عليها بقوة ليسرع موتها فتستريح من ألمه."
وعن الذبح الشرعي للأضحية قال علي جمعة: "فالذبح الشرعي هو أن تُرح الذبيحة، ولا تؤلمها بأن تسن سكينك بعيدًا عنها لا تخوِّفها بسن السكين أمامها؛ فإنها تدرك، وتخاف، وتضطرب، وأمرنا رسول الله بالرحمة بالحيوان رحمة متناهية ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَضْجَعَ شَاةً يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهَا وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ؟ هَلاَ حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا».
وتابع "والأمر الثاني في البعد عن الألم: هو أن تذبح أربعة عروق تجري فيها الدماء تسمى يسمى العرق منها الودجان، والحلقوم، والمريء، المريء مجرى الطعام، والحلقوم مجرى النفس؛ فالحلقوم نهايته الرئة، والمريء نهايته المعدة؛ فالرقبة تشتمل على الودجين، والحلقوم، والمريء، فنحرص على أن نقطع الأربع لماذا؟ لأن ذلك أريح للذبيحة فيخرج الدم على وجهه فلا تتألم، ولا تحتقن، ولا تتجلط."
واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: فالحمد لله على نعمة الإسلام {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} فالذبح الكامل نقول الله أكبر بسم الله، ونذبح بقطع الودجين، والمريء، والحلقوم ينهار الدم نأكل، نسيت تقول بسم الله قال عندما تأكل « سموا الله وكلوا »