مفتي الديار المصرية: نصر أكتوبر ليس حدثا عابرا بل نقطة ضوء رسمت مستقبل الأجيال
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه في مثل هذا اليوم من تاريخ مصر المجيد، يوم السادس من أكتوبر من العام 1973 للميلاد، نقرأ في سطور العزة والكرامة ما يفوق حدود الكلمات، إنه اليوم الذي تجلَّى فيه النصر من أعماق الإرادة والصبر، اليوم الذي استردَّ فيه أبناء مصر حقهم المسلوب، وكتبوا على جبين الدنيا بدمائهم الزكية قصةً لا تُنسى، قصة ملحمية قدمت فيها قواتنا المسلحة، تلك المؤسسة الوطنية العريقة للعالم كله، درسًا خالدًا في الشجاعة والتخطيط والإصرار، إنها ليست مجرد معركة دارت رحاها على أرض سيناء، بل كانت ملحمة عظيمة تجسدت فيها العزة، وأثبتت فيها مصر والأمة العربية أن الكرامة حق لا يُنتزع.
مفتي الديار المصرية: نصر أكتوبر ليس حدثا عابرا بل نقطة ضوء رسمت مستقبل الأجيال
وأكد مفتي الديار المصرية، أن نصر أكتوبر ليس حدثًا عابرًا في صفحات التاريخ، بل هو نقطة ضوء ناصعة، ترسم للأجيال القادمة طريق الأمل والعمل، ملهمةً إياهم بالروح الوطنية والتفاني.
وأشار الدكتور نظير عياد، إلى أننا نستذكر تلك اللحظات التاريخية العظيمة، نجد في قواتنا المسلحة امتدادًا صادقًا لذلك الجيل البطولي، يسيرون على نفس الخطى، يحملون الراية التي رفعها سلفهم، يدافعون عن أمن الوطن ويذودون عن حدوده بشجاعة وإقدام، إنهم حُماة الحاضر الذين يجددون كل يوم عهد النصر والعزة، ويعملون بجد لتأمين مستقبل مصر وسط التحديات العالمية، فكما كان نصر أكتوبر نقطة تحول في التاريخ المصري والعربي، فإن جهود قواتنا المسلحة اليوم تمثل درعًا وسيفًا يحميان هذا الوطن العزيز، ويصونان كرامته لتبقى مصر شامخة قوية أبية.
مفتي الديار المصرية يهنئ الرئيس السيسي بانتصارات أكتوبر
وكان تقدَّم الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الديار المصرية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بخالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبد المجيد صقر، القائـد العـام للقـوات المسلحـة وزيـر الدفـاع والإنتـاج الحربـي، وجميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة البواسل، وكافة جموع الشعب المصري العظيم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين لملحمة انتصارات أكتوبر المجيدة، التي سطَّرت أعظم آيات التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب المصري وقواتنا المسلحة الأبيَّة حتى تحققت ملحمة النصر التي سجلها التاريخ فخرًا للأجيال المتعاقبة، وستظل هذه الذكرى درسًا عظيمًا يستفيد منه المحبون ويرتدع به من يريد الكيد لهذا الوطن.
وأكد مفتي الجمهورية أن الجيش المصري هو درع الأمة وسيفها، حفظ الله به مصر عبر العصور من كل خطر داهم. فحقق انتصارات باهرة في ميادين الشرف والكرامة، وصدَّ أعداء الأمة ببسالة وشجاعة. وفي مواجهة الإرهاب الأسود، كان جيشنا هو السيف الصارم الذي قضى على جذور الفتنة، التي أرادت تفكيك هذا الوطن وتفريق أبنائه. وما يقوم به جيشنا الآن من دور وطني في دعم مؤسسات الدولة إنما هو تجسيد حي لأوامر الدين الحنيف، الذي يحث على التعاون والتكاتف لبناء مجتمع متماسك يتربص به الأعداء والحاقدون من كل جانب.
مفتي الديار المصرية يوضح مقومات انتصار أكتوبر المجيد
وأشار المفتي إلى أن الانتصار له مقومات عديدة، فهو ليس مجرد معركة تُخاض في ميادين القتال بالسلاح فحسب، بل يتطلب جبهة داخلية قوية لا تقل شأنًا عن الجبهة العسكرية. فإذا كان الجنود على خطوط النار يقدمون أرواحهم فداءً للوطن، فإن أفراد الشعب يجب أن يخوضوا معركةً لا تقل أهمية، وهي معركة العلم والوعي والأخلاق. فالعلم هو السلاح الذي يحصِّن العقول من الجهل والتخلف، والوعي هو الحصن الذي يصد الشائعات وموجات التشكيك التي تهدف إلى زعزعة الثقة وإثارة الفتن. كما أن الأخلاق هي الدرع التي تقي المجتمع من الانهيار الداخلي، وتحفظ وَحدته وتماسكه في مواجهة كل التحديات. فالشعب الواعي هو القوة الداعمة للجنود في الميدان، والدرع التي تحمي الوطن من المؤامرات الخبيثة.