الرئيس السوري يزور تركيا لبحث إعادة الإعمار وأزمة الأكراد
يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع، زيارة إلى أنقرة اليوم الثلاثاء، لبحث قضايا إعادة الإعمار والمسلحين الأكراد. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس لسوريا، التي تواجه تحديات في استعادة السيطرة على أراضيها بعد الحرب.
ويهدف الشرع، إلى تعزيز العلاقة مع أنقرة بعد سنوات من التعاون الاستراتيجي، حيث ستركز محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الخطوات المشتركة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والأمني في سوريا.
تركيا، رغم أزمتها الاقتصادية، تسعى لدعم دمشق في مواجهة "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تشارك في صراع مستمر مع الفصائل المدعومة من تركيا في شمال شرق سوريا.
تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" على معظم مناطق شمال شرقي سوريا الغنية بالنفط، حيث أقامت إدارة ذاتية منذ أكثر من عقد. تركيا هددت بالتحرك عسكرياً لإبعاد القوات الكردية عن حدودها رغم الجهود الأمريكية للتهدئة.
أنقرة تواصل وجودها العسكري في إدلب منذ 2017، ولديها قواعد في شمال سوريا. على الرغم من الضغوط التركية، تجنب "هيئة تحرير الشام" التي كان يقودها الشرع الدخول في معارك مع "قوات سوريا الديمقراطية".
في وقت تسعى فيه تركيا للضغط على المسلحين الأكراد، تتواصل جهودها لفتح قناة سلام مع مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، ما يزيد من احتمالية دعوته لأتباعه لترك السلاح، وخاصة القادة العسكريين في سوريا والعراق.
في هذا السياق أكد الباحث في الشؤون الكردية حميد بوز أرسلان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يريد إقامة كيان كردي على حدود تركيا في سوريا".
وأضاف أن الشرع "يدرك أنه مدين للأكراد الذين بقوا محايدين خلال تقدم قواته، وهو بحاجة للعمل مع هذه الحركات".
من جهتها، أوضحت مديرة برنامج الدراسات التركية في "معهد الشرق الأوسط" غونول تول، أن الشرع يفضل حل المسألة دبلوماسياً من خلال المحادثات، ولكن في مرحلة ما، سيكون مضطراً للتحرك حيث لا يمكنه تحمل وجود مناطق خارج سيطرته. وأضافت أن تطورات الموقف ستعتمد على السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس ترامب، رغم غموض سياستها الحالية بشأن هذا الملف.
الشرع يزور المملكة
جدير بالذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع أدى مناسك العمرة في أول زيارة خارجية له، حيث وصل إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية اليوم الإثنين، مرتديًا ملابس الإحرام.
تأتي هذه الزيارة كجزء من جولاته الخارجية الأولى منذ تنصيبه، قبل توجهه إلى تركيا يوم الثلاثاء. وكان الشرع قد زار الرياض مساء الأحد، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لبحث تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، التقنية، التعليم، والصحة. وأكد الشرع بعد اللقاء أن الحكومة السورية تسعى لتعميق التواصل مع السعودية.
بعد مغادرته الرياض، وصل الشرع إلى جدة حيث استقبله نائب أمير منطقة مكة، الأمير سعود بن مشعل آل سعود، قبل التوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة برفقة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.