أوروبا تنتفض لمنع ترامب من غزو جرينلاند وفرض رسوم جمركية
سيطرت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ضم جرينلاند وفرض رسوم جمركية، على اجتماع الزعماء الأوروبيين، الذين لوحوا باتخاذ "إجراءات انتقامية" إذا لزم الأمر حذروا من أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة قد تزعزع استقرار الاقتصادين عبر الأطلسي.
وقد تصاعد القلق بشأن اندلاع حرب تجارية قريبا، خاصة مع وصول الزعماء الأوروبيين إلى بروكسل لمناقشة الإنفاق الدفاعي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، ومطالب ترامب بتقاسم الأعباء. وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية بسبب تعاملها "السيء" مع الولايات المتحدة.
قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد قد يضطر في مرحلة ما للرد بالمثل على تهديدات ترامب، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاتحاد الأوروبي يدافع عن مصالحه التجارية إذا تم استهدافها، داعياً إلى محادثات طارئة بين زعماء الكتلة في بروكسل.
وأضاف ماكرون: "إذا تعرضت مصالحنا للهجوم، يجب على أوروبا أن تتفاعل بقوة"، مشيرًا إلى أن تصريحات إدارة ترامب تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون أكثر اتحادًا في مواجهة قضايا الأمن الجماعي.
من جهتها، قالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن إنه إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية صارمة، فيجب أن تكون هناك استجابة جماعية من أوروبا.
ورغم عدم وضوح طريقة الرد الأوروبي، شدد صناع السياسة على أن الولايات المتحدة تظل الشريك التجاري الأهم لأوروبا وأن الحرب التجارية ستكون ضارة لجميع الأطراف. وأكدت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين، أن الحروب التجارية لا تحقق فائدة لأي طرف وأن المستفيد الوحيد سيكون الصين.
في هذا السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد سيرد بحزم إذا تم استهدافه بشكل غير عادل. بينما وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الحرب التجارية بأنها "خطأ كامل" داعيًا إلى تجنب أي صراع بين الحلفاء.
أكد زعماء الاتحاد الأوروبي التزامهم بحماية جرينلاند، مع تأكيد فون دير لاين على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة. كما أشاروا إلى استعداد الاتحاد للنظر في تعديل قواعده المالية لزيادة الإنفاق الدفاعي، استجابة لمطالب دول مثل إيطاليا وبولندا.
وشدد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، على ضرورة الحفاظ على سيادة مملكة الدنمارك وحدودها. وفي إطار الاجتماع، عرض أمين عام حلف الناتو، مارك روته، إمكانية نشر قوات حلف الناتو في القطب الشمالي لتأمين المنطقة، مؤكداً أهمية التعاون بين حلفاء المنطقة مثل آيسلندا والنرويج وكندا.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، ضرورة تعزيز التعاون في منطقة الشمال العالي.
وكان رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، أنطونيو كوستا، دعا إلى الاجتماع غير الرسمي لمعالجة سياسة الدفاع في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قضايا مثل التمويل وإنتاج الأسلحة.