اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بالفيديو.. الدكتور يسري جبر: علموا أولادكم القناعة ووقف شهوة الشراء

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن من الضروري أن نعلم أطفالنا التوازن في حياتهم، مستشهدًا بمواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي كان يعلمنا القناعة وعدم الاستجابة لكل ما تشتهيه النفس، مشيرًا إلى موقف سيدنا عبد الله بن عمر عندما رأى رجلًا يشتري الحلوى لمجرد أنه اشتهاها، فقال له عبد الله بن عمر: "أفكلما اشتهيت اشتريت؟" لينبهه أن هذه ليست الطريقة السليمة لتربية النفس، بل يجب أن يكون للإنسان توازن وحكمه في تلبية رغباته.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اللحم، لكنه لم يكن يطلبه، بل كان يصبر حتى يأتيه دون ترتيب مسبق، وكان يمر عليه شهر كامل دون أن يذوق اللحم، رغم شهيته له، وعندما كان يحصل على لحم كان يأتيه كهدايا من الآخرين، مما يعكس مبدأ القناعة والرضا بما تيسر، هذا كان أسلوب النبي في تربية النفس، فحتى وإن كانت لديه الرغبة في تناول شيء معين، كان يتعامل مع الأمر بتعقل، ولا يطلبه بنفسه.

وأوضح أن تربية الأبناء بشكل صحيح تتطلب أن يتعلموا القناعة، فالطفل الذي يتم تلبية كل رغباته فورًا وبشكل مفرط سيكبر ليصبح شخصًا غير شاكر، ولا يقدر النعم التي في يديه، بينما الطفل الذي يتعلم أن يسعى لتحقيق احتياجاته بجد، ويتعلم أن ما في يد الناس ليس دائمًا هدفه، هو الذي ينشأ على القناعة.

وفيما يتعلق بالضروريات، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرضى بالموجود ولا يطلب المفقود، في مثل موقفه عند فتح مكة حين طلب طعامًا ولم يكن في بيت أم هانئ سوى قطعة خبز وخل، فوافق على ذلك رغم كونه قائد النصر في تلك اللحظة.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرضى بالقليل ولا يبحث عن الزوائد أو الترف، لذلك، عندما نعلم أولادنا، يجب أن نزرع فيهم هذا المفهوم، حيث يجب عليهم أن يكونوا راضين بما لديهم، ويقدّروا النعم التي أنعم الله بها عليهم، دون النظر إلى ما في يد الآخرين.

وفي سياق متصل أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، الفرق بين «التغافل» و«الغفلة» في التعامل مع الأطفال، مؤكدًا أن التغافل هو الأسلوب الأفضل في تربية الأبناء، بينما الغفلة تعني إغفال العيوب دون محاولة معالجتها.

وأضاف العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج «اعرف نبيك»، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أنه عند تربية الأبناء وخاصة الأطفال العصبيين أو الذين يعانون من السلوكيات السيئة، يمكن للأب أو الأم أن يتغافلوا عن التصرفات غير المرغوب فيها في البداية، دون أن يلفتوا انتباه الطفل إليها بشكل مباشر، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون التعامل معهم بأسلوب غير مباشر. على سبيل المثال، يمكن للآباء أن يتجنبوا النقد المباشر في مواجهة تصرفات غير مرغوبة مثل عدم الاستماع أو التهاون في الواجبات الدراسية، ويستخدموا أسلوب التغافل عن تلك التصرفات حتى يتم التطرق إليها في وقت لاحق بنبرة غير مؤذية.

وأكد أن رسول الله (ص) كان يتبع هذه الطريقة في تربية صحابته وأبنائه، حيث كان يشجعهم دون أن يواجههم مباشرة بنقد جارح، فالنبي كان يمدح أفعاله في البداية ثم ينصح بشكل غير مباشر، ليصل إلى قلوبهم دون أن يشعروا بالإهانة أو الجرح.

وأوضح أنه في حالة التعامل مع طفل عصبي أو سلوك غير مرغوب فيه، يمكن للأب أو الأم أن يتغافلوا عن التصرفات السيئة ولكن يتحدثوا عن نفس المشكلة بطريقة غير مباشرة، مثل ذكر تجارب أو مشكلات لأشخاص آخرين تعاني من نفس العادات السيئة، هذه الطريقة تجعل الطفل يعي خطأه ويقوم بتغيير سلوكه دون الشعور بالضغط أو الرفض المباشر.

وفيما يتعلق بتربية الأطفال في مرحلة المراهقة، أكد أن التغافل يعد أداة قوية في التعامل مع سلوكياتهم مثل التدخين أو التصرفات السلبية الأخرى، يمكن للآباء إظهار نصائحهم بطريقة غير مباشرة عبر القصص والتحذيرات، دون لوم أو توجيه أصابع الاتهام مباشرة للطفل، حيث إن هذا الأسلوب يبني العلاقة مع الأبناء ويزيد من تأثير النصائح عليهم.

كما نصح جبر الأمهات بضرورة أن يكون لديهن الهدوء في التعامل مع الأبناء العصبيين، مشيرًا إلى أن العصبية في الطفل غالبًا ما تكون نتيجة لسلوك الأم، لذلك يجب على الأمهات أن يحافظن على هدوءهن ويبتعدن عن رفع الصوت أو التصرفات العنيفة، بل يفضل أخذ وقت من الراحة والهدوء قبل العودة للتعامل مع الأبناء بطريقة أفضل.

موضوعات متعلقة