اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
السعودية تحتضن اليوم قمة عربية مصغرة لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة قطر: استقرار المنطقة والعالم يبدأ بحل عادل للقضية الفلسطينية ”الملك سلمان للإغاثة” يدعم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة هل يتسبب ترامب في حرب أوروبية روسية؟ مسؤول كويتي : المسلمون في روسيا يتمتعون بحرية دينية كبيرة بعد زعمه تسلم جثة مجهولة..نتنياهو يتوعد حماس بالقضاء عليها مستشار الأمن القومي الأمريكي: ترامب يسعى لإنهاء الحرب الأوكرانية.. وتجاوزات كييف مرفوضة بعد تفجير الأتوبيسات .. وزير دفاع الاحتلال يأمر بتكثيف العمليات العسكرية في الضفة ”أحب مسجدي”.. فعالية لتشجيع الأطفال على الذهاب للمساجد مفتي مصر يلتقي رئيس المجلس الأعلى لمنهاج القرآن الدولي مؤتمر الحوار الإسلامي يناقش قضايا المرأة المسلمة ودورها في تعزيز الحوار بين المذاهب شيخ_الأزهر يُهدِي رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماءالمسلمين» تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام ودعم قضايا الأمة

شيخ الأزهر: الصراعات أدت لتشرذم الأمة الإسلامية وتفتتها لجماعات وطوائف متناحرة

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

تعتبر الفرقة والصراعات الداخلية والطائفية في الأمة الإسلامية هي من القضايا المعقدة التي أثرت على التاريخ الإسلامي وعلى الوضع الحالي للأمة وتعود هذه الصراعات إلى عدة عوامل تاريخية ودينية وثقافية وسياسية.

الأسباب الرئيسية للفرقة والصراعات الطائفية:

الخلاف على الخلافة: بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقع خلاف كبير حول من يجب أن يخلفه في قيادة الأمة وهذا الخلاف أدى إلى انقسام الأمة إلى فرق رئيسية مثل السنة والشيعة، وكل منها تبنت موقفًا مختلفًا بشأن أحقية الخلفاء وطرق اختيارهم.

المصالح السياسية: عبر التاريخ، استخدمت بعض القوى السياسية الدين كأداة لتبرير استراتيجياتها وأهدافها، مما أدى إلى صراعات طائفية وصراعات على السلطة بين الحكام، مثل الحروب بين الأمويين والعباسيين أو بين الفاطميين وأعدائهم.

الاختلافات الفكرية والفقهية: تفرعت الأمة الإسلامية إلى مدارس فقهية ومذهبية متنوعة، وظهرت آراء مختلفة بشأن تفسير القرآن والسنة وأحكام الشريعة. هذا التنوع الفقهي كان أحد العوامل التي ساعدت على تفشي الخلافات الطائفية.

التدخلات الخارجية: التدخلات من القوى الخارجية، مثل الاستعمار الأوروبي أو القوى الإقليمية، قد أسهمت أيضًا في تعزيز الانقسامات الطائفية داخل الأمة، حيث سعت بعض الدول إلى دعم جماعات معينة على حساب أخرى.

التفسير المتشدد للدين: في بعض الأحيان، ظهرت تيارات دينية متشددة تؤمن بتفسير ضيق للدين وتعتبر الآخر خارجًا عن دائرة الإسلام، مما يزيد من حدة الصراعات الطائفية.

الآثار المترتبة على هذه الصراعات:

ضعف الوحدة الإسلامية: أدت هذه الصراعات إلى تشرذم الأمة الإسلامية وتفتتها إلى جماعات وطوائف متناحرة، مما أفقد الأمة قوتها ووحدتها.

تأثيرات اجتماعية وسياسية: الصراعات الطائفية أدت إلى مآسي إنسانية، بما في ذلك الحروب الأهلية، النزوح الجماعي، وتدمير الهويات الثقافية.

انعكاسات اقتصادية: الحروب والصراعات الداخلية تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، حيث تُنهك الموارد وتزيد من المعاناة الاقتصادية للمجتمعات.

التحديات الحالية:

اليوم، تعاني بعض الدول الإسلامية من آثار هذه الصراعات بشكل ملحوظ، مثل الحروب في سوريا والعراق واليمن، حيث يتجسد الصراع الطائفي في العديد من الأماكن، إضافة إلى التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة.

الحلول المحتملة:

تعزيز الوحدة الإسلامية: من خلال التوعية بنبذ العنف والتطرف، والتركيز على القواسم المشتركة بين مختلف المذاهب والطوائف.

الحوار بين المذاهب: يمكن أن يكون الحوار بين مختلف المذاهب الإسلامية وسيلة لتقريب وجهات النظر وإزالة سوء الفهم.

تعليم التسامح والاعتدال: تشجيع تعليم القيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح واحترام الاختلاف.

العمل على الإصلاحات السياسية: من خلال تعزيز الحوكمة الرشيدة والعمل على تعزيز العدالة والمساواة بين المواطنين دون النظر إلى انتمائهم المذهبي.

هذه القضايا تتطلب جهدًا مشتركًا من العلماء والسياسيين والمجتمعات لإيجاد حلول فعالة تساهم في استقرار الأمة الإسلامية وتحقيق وحدة حقيقية.

وفي هذا السياق شدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، علي أن الفرقة والصراعات الداخلية والطائفية في الأمة الإسلامية، سبب أطماع الآخرين فيها، مشيرا إلى خطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم

وأوضح شيخ الأزهر الشريف في كلمة، اليوم الأربعاء خلال كلمته بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي بالبحرين، أن "التاريخ يحدثنا بأن أمتنا الإسلامية لم تجن من الفرقة والتشرذم وتدخل بعض دولها في الشؤون الداخلية لبعضها الآخر، أو الاستيلاء على أجزاء من أراضيها، أو استغلال المذهبية والطائفية والعرقية لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، أو محاولات تغيير المذاهب المستقرة بالترغيب وبالترهيب، إلا فرقة ونزاعا وصراعا أسلمها إلى ضعف وتراجع أطمع الغير فينا وجرأه علينا".

وأشار الدكتور أحمد الطيب قائلا: "رأينا وسمعنا من يطالبنا بتهجير شعب عريق وترحيله من وطنه ليقيم على أرضه منتجعا سياحيا على أشلاء الجثث وأجساد الشهداء من الرجال والنساء والأطفال من أهلنا وأشقائنا في غزة المكلومة".

ولفت شيخ الأزهر، أنه آن الأوان لتضامن عربي إسلامي أخوي خال من كل هذه المظاهر "إذا ما أردنا الخير لبلادنا ولمستقبل أمتنا"، داعيا قادة العرب لتوحيد كلمتهم في قمتيهم العربية المرتقبة في مصر، وفي السعودية.

وتحدث الطيب حول موضوع "التقريب بين السنة والشيعة"، وقال إنه "شغل أذهان علماء الأمة ردحا من الدهر، وحرصوا على دوام التذكير به في مجتمعات المسلمين، وترسيخه في عقولهم واستحضاره، بل استصحابه في وجدانهم ومشاعرهم كلما همت دواعي الفرقة والشقاق أن تطل برأسها القبيح، وتعبث بوحدتهم فتفسد عليهم أمر استقرارهم وأمنهم".

واستطرد أن موضوع "التقريب" لا يزال مفتوحا كأنه لم يمسسه قلم من قبل، معللا ذلك بأن الأبحاث التي تصدت لموضوع التقريب تصدت له في إطار جدلي بحت، لم تبرحه إلى كيفية النزول إلى الأرض وتطبيقه على واقع المجتمعات المسلمة.

ونوة الي أهمية الاعتراف بأننا نعيش في أزمة حقيقية يدفع المسلمون ثمنها غاليا حيثما كانوا وأينما وجدوا"، لافتا إلى أنه لا سبيل لمواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة، إلا باتحاد إسلامي تفتح قنوات الاتصال بين كل مكونات الأمة الإسلامية، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول وحدودها وسيادتها وأراضيها.

وبشأن القضية الفلسطينة قال الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن ما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر، كدليل على حاجة الأمة للوحدة، مضيفا أن "المؤامرة ضد أبنائها، بل ضد الأمة كلها بلغت حد السعي في تهجير أبنائها في غزة من ديارهم، والاستيلاء على أرضهم".

واختتم شيخ الأزهر الشريف قائلا: من لطف الله تعالى في ذلك أن دفع أمتينا: العربية والإسلامية -شعوبا وقيادات-، إلى موقف موحد ومشرف، يرفض هذا الظلم البين، والعدوان على أهل أرض مباركة، وعلى سيادة دول مسلمة مجاورة، وهو موقف مشجع يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي".

موضوعات متعلقة