مستشارة شيخ الأزهر تدعو إلى تعزيز التعايش والسلام في احتفالية بإندونيسيا
![د.نهلة الصعيدي](https://media.unitedmuslimworld.com/img/25/02/14/31758.webp)
كتب -صابر رمضان
في إطار زيارتها الرسمية إلى جمهورية إندونيسيا الإسلامية، شاركت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، في فعاليات احتفالية "الأسبوع العالمي للتناغم بين الأديان" و"اليوم العالمي للأخوة الإنسانية"، التي انعقدت، بمقر مجلسي الشورى والشعب الإندونيسي، بحضور نخبة من الشخصيات الدينية والأكاديمية وكبار الشخصيات في إندونيسيا.
وخلال كلمتها في الاحتفالية، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الإسلام أعطى أهمية كبرى للأخوة الإنسانية، مشيرةً إلى أن كمال الإيمان بالله يتجلى في رؤية الإنسان لأخيه الإنسان على أنه شريك في الإنسانية، بغض النظر عن الدين أو العرق. وأضافت أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس جميعًا وساوى بينهم برحمته، وغرس فيهم قيم التراحم والتعاون، مما يجعل من واجب كل مؤمن التعبير عن هذه الأخوة الإنسانية من خلال العناية بالآخرين، ولا سيما الضعفاء والمحتاجين.
وأشارت إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت تجسيدًا قويا لهذا المفهوم السامي، حيث وُلدت فكرتها من خلال لقاءات جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة بابا الفاتيكان فرنسيس، والتي تناولت قضايا العالم المعاصر، بما في ذلك التقدم العلمي والتقني، والفقر، والحروب، والظلم الاجتماعي، والتطرف، والإرهاب. وقد عمل الطرفان على الوثيقة بإخلاص لتكون إعلانًا عالميًّا يعزز قيم السلام والتعايش بين جميع البشر، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والثقافية.
وأوضحت أن وثيقة الأخوة الإنسانية ليست مجرد نص نظري، بل دعوة عملية للمصالحة والتعاون، ونداء لكل ضمير حي ينبذ العنف والتطرف، ويسعى لنشر مبادئ التسامح والسلام.
وفي ختام كلمتها، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الهدف الأسمى من وثيقة الأخوة الإنسانية هو تحقيق السلام العالمي، ليحيا الجميع في أمن وعدالة واستقرار، موجهةً الشكر لفضيلة الإمام الأكبر، وقداسة بابا الفاتيكان، ولكل الرموز الدينية والفكرية التي تعمل من أجل نشر ثقافة التسامح والسلام حول العالم.
كما شهدت الفعالية تسليط الضوء على "اليوم العالمي للأخوة الإنسانية"، حيث ناقش المشاركون سبل تعزيز التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة، ودور المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الراهنة. كما عُقدت عدة لقاءات ثنائية لمناقشة آفاق التعاون المستقبلي في مجالات التعليم والتبادل الثقافي.
وتأتي هذه المشاركة في إطار جولة رسمية تقوم بها الدكتورة نهلة الصعيدي إلى إندونيسيا، والتي تشمل سلسلة من الفعاليات واللقاءات الرسمية، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والديني بين الأزهر الشريف والمؤسسات الإندونيسية، ودعم الطلاب الوافدين، وترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك.