ترامب: أنتظر المقترح المصري بشأن غزة قبل اتخاذ قراري

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لم يطلع بعد على المقترح الذي تقدمت به مصر والذي يُناقش حاليًا بين القادة العرب كبديل لخطة إدارته بشأن غزة، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقال ترامب، أثناء تواجده على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، ردًا على أحد الصحفيين: "لم أطلع عليه بعد، وعندما أراه، سأشارككم رأيي".
يُذكر أن ترامب كان قد أعرب في وقت سابق من الشهر الجاري عن نيته في تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة قسرًا، بالإضافة إلى طرحه لمقترح آخر يقضي بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع وتحويله إلى ما وصفه بـ "ريفيرا الشرق الأوسط". وقد قوبلت هذه التصريحات بردود فعل شديدة من الدول العربية التي اعتبرت الخطة انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين وللسيادة الوطنية للقطاع.
في 25 يناير 2025، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة للسيطرة الأمريكية على غزة، مشيراً إلى ضرورة نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم. اقترح أن تستقبل كل من الأردن ومصر اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً أن غزة باتت منطقة غير صالحة للعيش بسبب الدمار الناتج عن الهجوم العسكري الإسرائيلي. وتابع ترامب اقتراحه عدة مرات خلال الأسبوع التالي، قائلاً إن مصر والأردن يوافقان على الخطة رغم رفضهما لها.
في 4 فبراير، كرر ترامب التصريح، مشيراً إلى ضرورة إيجاد "أرض جديدة وجميلة" للفلسطينيين ودعوة دول أخرى للتبرع بالأموال اللازمة. وقد لاقت هذه التصريحات تنديداً عالمياً، حيث اعتبرها الفلسطينيون والخبراء انتهاكاً لحقوق الإنسان وتطهيراً عرقياً، في ظل أن التهجير القسري يعد مخالفاً للقانون الدولي.
في مؤتمر صحفي مع نتنياهو في 4 فبراير، اقترح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن واشنطن ستتولى مسؤولية تفكيك القنابل والأسلحة غير المنفجرة. كما اقترح نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة ذات "قلب إنساني" و"ثروات كبيرة"، على أن تتحمل هذه الدول تكاليف إعادة الإعمار وإيواء الفلسطينيين.
وعند سؤاله عن نشر القوات الأمريكية، أكد ترامب أنه إذا لزم الأمر، سيتم إرسالها. وأضاف أن سكان غزة سيكونون مزيجًا من الفلسطينيين وآخرين من دول مختلفة.
في 5 فبراير، تراجع بعض مساعدي ترامب عن بعض تصريحاته، خصوصًا ما يتعلق بالتهجير الدائم للفلسطينيين ونشر الجيش الأمريكي. أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الفلسطينيين سينقلون "مؤقتًا" لحين إعادة إعمار غزة، وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو أن المغادرة ستكون لفترة قصيرة.
في 6 فبراير، كتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، وأن الفلسطينيين سيتم إعادة توطينهم في مجتمعات جديدة وآمنة دون الحاجة إلى جنود أمريكيين.
في 10 فبراير، قال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن الفلسطينيين لن يحصلوا على "حق العودة"، مشيرًا إلى أنهم سيحصلون على مساكن أفضل من تلك التي كانوا يعيشون فيها.
في 11 فبراير، أكد ترامب بعد لقائه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن غزة ستكون تحت سيطرة الولايات المتحدة، وأنها لن تُباع بل سيتم العناية بها من قبل واشنطن. من جهته، جدد الملك عبد الله معارضته لهذا الاقتراح.
وفي نفس اليوم، عندما سُئل ترامب عن إمكانية قطع الدعم عن مصر والأردن، أكد أنه قد يتخذ إجراءات، مؤكدًا أن واشنطن ليست مضطرة لاستخدام التهديد المالي.