اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

شبح كوفيد-19.. تحذيرات علمية من تجارب صينية في ووهان

تجارب علمية
تجارب علمية

أثارت أبحاث جديدة أجراها معهد ووهان لأبحاث الفيروسات مخاوف بين الخبراء، حيث تشير التقارير إلى أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب مشابهة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة كوفيد-19. ويؤكد الباحثون أن هذه الدراسات قد تنطوي على مخاطر بيولوجية عالية، خاصة في ظل وجود أدلة سابقة تربط المختبر الصيني بتجميع والتلاعب بفيروسات كورونا المرتبطة بالخفافيش.
أبحاث مثيرة للجدل وتاريخ معهد ووهان
نشر المعهد دراسة جديدة كشفت عن اكتشاف فيروس جديد يُعرف باسم HKU5-CoV-2، ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا، وقادر على إصابة الخلايا البشرية عبر مستقبلات ACE2، وهو نفس المسار الذي استخدمه كوفيد-19 لدخول الخلايا. وعلى الرغم من عدم وجود حالات بشرية معروفة أو أدلة على انتقال الفيروس بين البشر حتى الآن، إلا أن مخاوف تزايدت بشأن إمكانية تعديل الفيروس في المختبر، مما قد يزيد من قدرته على العدوى.
ويأتي هذا في سياق الجدل المستمر حول أصول كوفيد-19، حيث لم يتم حتى الآن تحديد مصدر دقيق للجائحة، رغم مرور خمس سنوات على تفشي المرض. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن معهد ووهان جمع أكثر من 220 فيروس كورونا مرتبطًا بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، لم يتم الكشف عن 100 منها على الأقل. كما وردت تقارير عن إصابة ثلاثة باحثين في المعهد بأعراض شبيهة بكوفيد في نوفمبر 2019، قبل الإعلان عن تفشي المرض عالميًا.
تحذيرات الخبراء من المخاطر البيولوجية
أثارت هذه الأبحاث انتقادات واسعة من علماء الأمن البيولوجي، بمن فيهم الدكتورة ألينا تشان، المؤلفة المشاركة لكتاب "الفيروسات: البحث عن أصل كوفيد-19"، التي وصفت التجارب المستقبلية بأنها "مشؤومة". وأشارت إلى أن الدراسة الجديدة تقترح اختبار فيروسات ذات بروتينات سبايك معدلة، واستكشاف مواقع الانقسام، ودراسة قدرة الفيروسات على إحداث المرض في الفئران البشرية.
وحذرت تشان من أن إجراء مثل هذه التجارب في ووهان، حتى بمستويات أمان بيولوجي عالية، قد لا يكون كافيًا لمنع أي تسرب محتمل، مطالبةً بأن تتم هذه الأبحاث في مختبرات من مستوى السلامة البيولوجية Biosafety Level 4 (BSL-4)، وبعيدًا عن المناطق الحضرية.
مخاوف من سيناريو تطور الفيروس في المختبر
يخشى بعض العلماء أن تؤدي التجارب المخبرية إلى تعزيز قدرة الفيروس على العدوى والتسبب في أمراض أخطر، سواء من خلال التلاعب الجيني المباشر أو من خلال تطور الفيروس بشكل طبيعي داخل حيوانات التجارب مثل الفئران، وهي عملية تُعرف باسم "الانتقال التكيفي".
كما أثارت الورقة البحثية الجديدة تساؤلات حول ما إذا كانت فيروسات كورونا المرتبطة بالخفافيش يمكن أن تتطور مباشرة لتصيب البشر دون الحاجة إلى مضيف وسيط، وهو ما قد يكون له تداعيات خطيرة على فهم كيفية انتقال الفيروسات بين الأنواع، وتطوير استراتيجيات مكافحة الأوبئة المستقبلية.
ضغوط دولية على الصين لضمان السلامة البيولوجية
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الصين لضمان التزام مختبراتها بمعايير السلامة الصارمة. ويؤكد الدكتور جاري ماكلين، الباحث الفخري في جامعة إمبريال كوليدج لندن، على أهمية أن تتبع المختبرات الصينية إجراءات رقابية مشددة لمنع أي تسرب فيروسي محتمل، مشيرًا إلى أن المجتمع العلمي يأمل في تعزيز مستويات الأمان البيولوجي في جميع أنحاء العالم.
هل يتكرر سيناريو كوفيد-19؟
بينما يواصل بعض العلماء دعم فرضية أن كوفيد-19 نشأ من مصدر حيواني طبيعي، إلا أن استمرار التجارب في معهد ووهان يعيد إلى الواجهة مخاوف من أن التلاعب بالفيروسات في المختبرات قد يكون عاملاً مساهماً في تفشي أوبئة مستقبلية. ومع انعدام الشفافية الكاملة حول هذه الأبحاث، يبقى المجتمع العلمي والدولي في حالة تأهب حيال أي نشاط قد يعيد إنتاج سيناريو مشابه لجائحة كوفيد-19.