المفتي: النبي كان شديد الحرص على إخراج الناس من الظلمات إلى النور

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون من منظور كونه النموذج الأمثل والأكمل لمكارم الأخلاق.
وقال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا نظير لها، إذ بعثه الله في فترة انقطاع الوحي ليكون رحمة للعالمين.
وأضاف الدكتور نظير عياد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الباطل إلى الحق.
وأشار إلى أن السيدة خديجة رضي الله عنها طمأنت النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاد إليها فزعًا بعد نزول الوحي، قائلة: «كلا، لن يخزيك الله أبدًا»، وهي عبارة تاريخية تعكس الفطرة السليمة التي رأت في النبي صفاته العظيمة.
وختم حديثه بالقول: «الرسول عليه الصلاة والسلام نموذج فريد لن يتكرر عبر الزمن».
واستطرد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الشريعة الإسلامية جاءت لترسيخ مبادئ الإنسانية والتكافل الاجتماعي، وهو ما يظهر جليًا في تشريع الزكاة والصدقات، التي تهدف إلى رفع الحرج عن الفقراء وإغنائهم عن السؤال.
وأضاف مفتي الجمهورية، إن النبي محمد ﷺ شدد على هذا المعنى في هذه الليلة المباركة، حيث قال: "أغنوهم عن السؤال"، موضحًا أن السؤال يحمل في طياته مذلة وحرجًا، ولذلك حرص الإسلام على إيجاد حلول تحفظ كرامة الفقراء وتوفر لهم ما يسد حاجتهم.
وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الله تعالى عندما شرع الزكاة، فرضها على كل من الفقير والغني، وكأنما يعمل على جبر الخاطر وتحقيق حكمة التوسعة على الجميع، لافتًا إلى أن هذه الفريضة تأتي أيضًا كنوع من التطبيق الفعلي لقيم التكافل، وكوسيلة للتكفير عن الأخطاء التي قد يقع فيها الإنسان.
واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن الصدقة طهرة للصائم، ومرضاة للرب، وعون للمحتاج، مشددًا على ضرورة الالتزام بروح التشريع الإسلامي، التي تدعو إلى الرحمة والمودة بين أفراد المجتمع.
وأكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن زكاة الفطر ترتبط بالصيام، لذا يجوز إخراجها في بداية شهر رمضان أو أواخره، موضحًا أن السنة النبوية تثبت أن النبي محمد ﷺ كان يخرجها ليلة العيد.
وقال إن تأخير إخراج زكاة الفطر قد يؤدي إلى ازدحام وضياع فرصة استفادة الفقراء منها قبل العيد، وهو ما قد يؤثر على تحقيق الهدف الأساسي منها في التوسعة على المحتاجين، ولذلك، فإن تقديمها يكون أولى وأفضل، خاصة أن مشروعيتها متعلقة بالصيام، وبما أن الصوم يتحقق منذ أول يوم في رمضان، فيجوز إخراجها من بداية الشهر.
وأوضح الدكتور نظير عياد أن المقدار المحدد لزكاة الفطر وفق ما ورد عن النبي ﷺ هو صاع من تمر، أي ما يعادل حوالي 3 كيلو جرامات من الطعام.
وأضاف أنه يجوز إخراجها نقدًا، لأن ذلك قد يكون أنفع للفقراء، حيث يساعدهم على شراء ما يحتاجونه بالفعل.
واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن إخراج القيمة المالية قد يحقق المصلحة المرجوة، وقد تكون الحاجة إليها أولى وأضمن للفقير، مما يجعلها خيارًا مقبولًا شرعًا لمن أراد ذلك.