الوردي في مواجهة ترامب.. رسالة احتجاج نسائية داخل الكونجرس

شهد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونجرس، مشهدًا لافتًا حيث ارتدت العديد من النائبات الديمقراطيات اللون الوردي الزاهي، في خطوة رمزية تعبر عن التحدي والمعارضة لسياساته.
وأوضحت النائبة تيريزا ليجر فرنانديز، من نيو مكسيكو، التي تقود كتلة النساء الديمقراطيات، أن اللون الوردي يمثل "احتجاجًا على سياسات ترامب التي تضر بالنساء والأسر"، مشيرةً إلى أن الوقت قد حان لـ "تحفيز المعارضة ومهاجمة ترامب بصوت عالٍ وواضح".
قبل الخطاب، نظمت المجموعة النسائية، التي تضم 96 عضوة، تجمعًا خارج مبنى الكابيتول، حيث شددت ليجر فرنانديز على أن النساء لا يمكنهن تحمل استمرار ترامب في الحكم، قائلةً:
"ترامب يكلفنا المال والصحة والحياة والسلامة. منذ المهد إلى الشيخوخة، كانت سياساته مدمرة لنساء أمريكا. نحن هنا لنؤكد وقوفنا في الاحتجاج والسلطة، ونحن نرتدي الوردي لنعلن معارضتنا".
الألوان وسيلة احتجاج متكررة
لم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها النائبات الألوان كرمز احتجاجي. ففي عام 2017، خلال أول خطاب مشترك لترامب أمام الكونجرس، ارتدت الديمقراطيات اللون الأبيض دعمًا لحقوق المرأة. وفي 2023، كررن الخطوة نفسها خلال خطاب الرئيس جو بايدن، للتأكيد على دعم حقوق الإنجاب.
وفي بيان صدر عن المجموعة الديمقراطية النسائية عام 2024، أكدت النائبات موقفهن بشأن حقوق المرأة، مشيرات إلى أن "النساء، وليس السياسيين، يجب أن يكنّ المسؤولات عن قرارات تكوين أسرهن وتنميتها، ومتى وكيف".
هذا المشهد يعكس استمرار الصدام بين إدارة ترامب وخصومه الديمقراطيين، خاصة في القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة، حيث يبدو أن الوردي أصبح لونًا جديدًا للمقاومة السياسية في واشنطن.
يذكر أن الرئيس الأمريكي قدم في خطابه رؤية طموحة لعهد جديد من القوة الاقتصادية والعسكرية، متعهداً بإعادة "عصر أمريكا الذهبي" وتعزيز السيادة الاقتصادية، وفرض إجراءات صارمة على المهاجرين.
خلال خطابه، الذي استمر ساعة و39 دقيقة، استعرض ترامب إنجازاته منذ تنصيبه، مروجًا لخفض الهدر في الإنفاق الفيدرالي، وفرض تعريفات جمركية جديدة، وتعزيز الأمن القومي عبر أكبر عملية ترحيل للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة. كما أثنى على جهود الملياردير إيلون ماسك، في إشارة إلى تحالفه مع رجال الأعمال لدفع عجلة الاقتصاد.
محور المواجهة مع العالم
أكد ترامب مضيه قدمًا في فرض رسوم جمركية إضافية، خصوصًا على كندا والمكسيك، للحد من تدفق المخدرات عبر الحدود، كما شدد على عزمه استعادة قناة بنما، مجددًا رغبته في ضم جزيرة جرينلاند، داعيًا سكانها للانضمام إلى الولايات المتحدة.
أزمة أوكرانيا
فيما يخص الحرب في أوكرانيا، كشف ترامب عن تلقيه رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبر عن استعداد كييف للتفاوض على اتفاق سلام، بينما أشار إلى أن روسيا أبدت استعدادها لإنهاء النزاع. ووجّه انتقادًا مباشرًا للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، متهمًا إدارته بإهدار مليارات الدولارات على دعم أوكرانيا بدون ضمانات واضحة.
وعود بالازدهار وخفض الضرائب
تعهّد ترامب بإطلاق حزمة إصلاحات اقتصادية تتضمن إلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي، معتبرًا أن الولايات المتحدة شهدت أسوأ موجة تضخم منذ 48 عامًا بسبب سياسات الإدارة السابقة. كما كشف عن خطط لإعادة بناء الأسطول البحري الأمريكي وتعزيز الصناعات الدفاعية عبر إنشاء مكتب جديد داخل البيت الأبيض لدعم الإنتاج السريع للسفن الحربية.