لا تنازلات.. الرئيس الأوكراني يطالب واشنطن بضمان التزام موسكو بوقف إطلاق النار
يدفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتجاه إشراك الولايات المتحدة في مراقبة أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، مع التركيز على حماية قطاع الطاقة من الهجمات الروسية المتكررة. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي ألكسندر ستاب في هلسنكي، كشف زيلينسكي عن اجتماع تقني مرتقب في السعودية، يهدف إلى بحث وقف الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الاجتماع لن يكون دبلوماسيًا، بل يضم خبراء عسكريين ومسؤولين في قطاع الطاقة.
أكد زيلينسكي أنه يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، مما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون بصدد لعب دور أكبر في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار. وفي حين تحدثت بعض التقارير عن أن ترامب يسعى لإنهاء الحرب، شدد زيلينسكي على ضرورة الضغط الدولي المشترك على موسكو، معتبرًا أن "حديث بوتين عن السلام مختلف تمامًا عن الواقع".
من جانبه، شدد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب على أن أوكرانيا تمتلك "حقًا لا يمكن إنكاره في الدفاع عن نفسها"، مطالبًا بمزيد من الضغط على موسكو لإجبارها على تقديم التزامات حقيقية تجاه السلام. وأضاف أن "التاريخ يثبت أن إظهار أي ضعف أمام روسيا سيجعلها تستغله"، في إشارة إلى الشكوك الأوروبية حيال التزام موسكو بأي اتفاق محتمل.
تطرق زيلينسكي إلى توقف مؤقت لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين واشنطن وكييف في وقت سابق من الشهر الجاري، معتبرًا أن موسكو تسعى لإيقاف هذا التنسيق حتى لا تتمكن أوكرانيا من حماية مواطنيها أثناء الهجمات الصاروخية الروسية.
انتقادات ألمانية لاتفاق ترامب وبوتين
كما أثار الاتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تعليق الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، انتقادات حادة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي وصفه بأنه "محصلته صفر"، مشككًا في جدواه وتأثيره الفعلي على مسار الحرب.
في تصريحاته لمحطة "زد دي إف" الألمانية، أشار بيستوريوس إلى أن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تتمتع بالفعل بحماية قوية، مما يجعل الاتفاق بلا معنى فعليًا، خاصة أن الهجمات الروسية على المنشآت المدنية لم تتوقف بعد المحادثة بين ترامب وبوتين. كما عبّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي لن يبقى في موقف المتفرج لفترة طويلة، مرجحًا أن يكون الرد الأمريكي قادمًا، حفاظًا على قوة الولايات المتحدة وسمعتها الدولية.
من منظور أوسع، يرى بيستوريوس أن شروط بوتين لوقف إطلاق النار تهدف أساسًا إلى استغلال الهدنة لإضعاف أوكرانيا، ومنح روسيا فرصة لإعادة التسلح وتعزيز قواتها على الحدود أو في المناطق المحتلة، في خطوة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد مستقبلاً.
وعقب الاتصال بين ترامب وبوتين، أعلن الكرملين أن روسيا وضعت عددًا من المطالب، أبرزها وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية من قبل الغرب. في المقابل، صرّح ترامب لقناة "فوكس نيوز" بأن بوتين لم يطالب بوقف فوري للمساعدات لأوكرانيا، دون توضيح ما إذا كان يشير إلى الدعم العسكري أو المالي أو الإنساني.
