اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
خطأ رقمي يفضح وثائق البيت الأبيض.. تسريب غير مقصود يثير مخاوف أمنية في عهدَي ترامب وبايدن هدنة عيد القيامة تنهار سريعًا.. انفجارات في ميكولايف وإنذارات جوية في كييف بعد هدنة عيد الفصح.. روسيا تستأنف ضرباتها الجوية على أوكرانيا.. وكييف تتهم موسكو بانتهاكها تهديد الأقصى يُشعل تحذيرات القاهرة.. مصر تدين دعوات تفجير المسجد وتُحذر من تجاوز الخطوط الحمراء بعد فضيحة تسريبات سيجنال الثانية.. مطالب برلمانية بإقالة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث فوضى في البنتاجون.. اتهامات وتسريبات تهز وزارة الدفاع الأمريكية تحت قيادة هيجسيث وزير إسرائيلي: إعادة الأسرى ليس الهدف الأهم لحكومة إسرائيل جوجل في قفص الاتهام الروسي.. نشر بيانات جنود يكشف أبعاد الحرب السيبرانية بين موسكو والغرب بين التصعيد والتحذير.. الصين ترفض المقايضات التجارية على حسابها وتدعو أمريكا للتوازن والتعايش عاجل|| وفاة بابا الفاتيكان فرنسيس عن عمر 88 عاماً أمريكا تقصف سوق فروة الشعبي في صنعاء.. والحوثيون يتوعدون بـ«محاسبة» ترامب فضيحة سيجنال.. وزير الدفاع تحت النار ومعلومات عسكرية في دردشة عائلية

فوضى في البنتاجون.. اتهامات وتسريبات تهز وزارة الدفاع الأمريكية تحت قيادة هيجسيث

جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاجون
جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاجون

في تطور يعكس عمق الاضطراب داخل وزارة الدفاع الأمريكية، خرج جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاجون وأحد الوجوه البارزة في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصريحات صادمة كشف فيها عن حالة "فوضى تامة" تعصف بالوزارة تحت قيادة وزير الدفاع بيت هيجسيث.


وفي مقال رأي نُشر بمجلة بوليتيكو، وصف أوليوت البيئة داخل البنتاجون بأنها تعاني من "الطعن في الظهر، وسلسلة لا تنتهي من الأخطاء"، مؤكدًا أن ما يجري من اضطراب لم يعد مجرد شأنا داخليًا، بل تحوّل إلى مصدر إرباك حقيقي للرئيس ترامب، الذي "يستحق أداءً أفضل من قيادته العسكرية العليا"، على حد تعبيره.


تسريبات وتصفية حسابات

الاتهامات الأبرز التي أطلقها أوليوت تمثلت في كشفه عن محادثات جرت عبر تطبيق "سيغنال" المشفّر، شارك فيها هيجسيث معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي مع زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي، وهو ما اعتبره المتحدث السابق سلوكًا "غير مسؤول" يعكس فقدان السيطرة داخل الوزارة.
ولم يقتصر حديث أوليوت على انتقادات عامة، بل اتهم وزير الدفاع وفريقه بالكذب بشأن خلفيات طرد ثلاثة من كبار مساعديه، مؤكدًا أن المزاعم بتسريب معلومات حساسة إلى الإعلام "عارية من الصحة". كما حمّل البنتاجون مسؤولية سوء التعامل مع هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن التسريبات المتكررة أصبحت "مصدر إحراج دائم لإدارة ترامب".


هيجسيث في مرمى العاصفة


تأتي هذه التصريحات في وقت حرج بالنسبة لهيجسيث، الذي يواجه تحقيقًا من قبل المفتش العام للبنتاغون بسبب دوره في مشاركة معلومات عسكرية بشأن ضربات جوية في اليمن، وهي واحدة من عدة ملفات أصبحت تشكل عبئًا سياسيًا وأمنيًا على الإدارة الأمريكية.
كما أن حملة "التطهير" التي يقودها هيجسيث داخل أروقة البنتاجون، والتي شملت إقالة مستشارين كبار ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى منذ فبراير الماضي، أُثير حولها الكثير من الجدل، خاصة بعد أن شملت قادة بارزين مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال سي. كيو. براون، والأدميرال ليزا فرانشيتي، والأدميرال ليندا فاجان، وغيرهم.


البنتاجون دون قيادة واضحة؟

أولى تداعيات هذه الفوضى كانت الإطاحة بثلاثة من كبار موظفي الوزير خلال الأسبوع الماضي، وهم: دان كالدويل، ودارين سيلنيك، وكولين كارول، فيما أكدت تقارير مغادرة مستشار رابع، جو كاسبر، خلال الأيام المقبلة. وفي بيان مشترك نُشر عبر منصة "إكس"، عبّر الموظفون الثلاثة عن صدمتهم من الإقالة، مؤكدين عدم معرفتهم بأسباب الطرد أو ما إذا كانوا يخضعون لتحقيق رسمي.
الغموض والارتباك الذي يحيط بهذه الإقالات، إلى جانب صمت هيجسيث، يشير إلى حالة من الانقسام داخل القيادة العليا في البنتاجون، ويعزز رواية أوليوت حول وجود "عملية تصفية حسابات" غير واضحة المعالم تهدف إلى إعادة تشكيل الوزارة وفق رؤية ضيقة.


أوليوت.. ناقد ومتهم في آنٍ واحد

رغم موقعه كناقد حاد للأداء الحالي، لم يسلم أوليوت من الانتقادات هو الآخر. فقد أشارت بوليتيكو إلى أنه كان طرفًا في عدد من الأزمات التي عمّقت الفوضى، أبرزها دفاعه عن حذف صفحة عن جاكي روبنسون، أسطورة البيسبول الأمريكي من أصول إفريقية، من موقع الوزارة، في سياق حملة أوسع لإزالة المحتوى المتعلق بالتنوع من المنصات الرسمية للبنتاغون.
وكان أوليوت قد قاد سابقًا جهوداً لإعادة ترتيب المشهد الإعلامي داخل الوزارة، تمثلت في إخراج وسائل إعلامية كبرى مثل سي إن إن ونيويورك تايمز من مكاتبها في البنتاجون، ومنحها لمؤسسات إعلامية محافظة، مما أثار جدلًا واسعًا بشأن حرية الصحافة في مؤسسات الدولة.


قراءة في المشهد.. فوضى مركبة أم هندسة سياسية؟

ما يجري في البنتاجون لا يمكن عزله عن السياق السياسي الأوسع في عهد ترامب، خاصة في ظل ما يصفه البعض بمحاولة "إعادة هندسة" مؤسسات الدولة لتتماشى مع توجهات أيديولوجية أكثر محافظة وتوجهات غير تقليدية في إدارة الأمن القومي.
لكن المخاوف الحقيقية تتجاوز البعد الإداري والسياسي، لتطرح تساؤلات خطيرة حول جاهزية وزارة الدفاع الأمريكية في التعامل مع التحديات العالمية، وسط حالة من الانقسام، وغياب الثقة، وتبادل الاتهامات بين القيادات العليا.
وفي الوقت الذي تخوض فيه الولايات المتحدة صراعات متصاعدة على جبهات عدّة — من البحر الأحمر إلى أوكرانيا — يبدو أن البنتاجون نفسه غارق في معركة داخلية لا تقل خطورة.

موضوعات متعلقة