الحرب الروسية الأوكرانية.. ترامب يبشر باتفاق «قريب جدا» وزيلينسكي يرفض الاعتراف بضم القرم

تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، عن اتفاق "قريب جدا" بشأن الحرب في أوكرانيا، بينما أفاد تقرير بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي رفض مقترحا أمريكيا بالاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم مقابل تجميد خطوط المواجهة.
وبعد أن تحدث عن اتفاق قريب، قال ترامب -عبر شبكته الخاصة تروث سوشيال- إن "على الرجل الذي لا يملك أوراق مساومة أن يعمل الآن على تحقيق ذلك"، في إشارة للرئيس الأوكراني.
وأضاف أن تصريح زيلينسكي بأن بلاده لن تعترف قانونيا باحتلال شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- يضر بشدة بمفاوضات السلام مع روسيا.
ولاحقا قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس ترامب محبط وصبره بدأ ينفد، معتبرة أن الرئيس الأوكراني "يسير في الاتجاه الخاطئ".
ونفت المتحدثة أن يكون ترامب وجه إنذارا نهائيا لزيلينسكي لقبول عرض سلام دائم بنهاية اليوم.
وفي وقت سابق اليوم، لوح جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي في تصريحات أدلى بها خلال زيارته الهند بأن بلاده ستنسحب من المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام إذا لم تتلق ردا إيجابيا من روسيا وأوكرانيا، مكررا تهديدا سابقا للرئيس ترامب.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا لا تعتبر تصريحات نائب الرئيس الأمريكي إنذارا نهائيا، داعيا إلى التعامل بحذر شديد مع تسريبات المعلومات المتعلقة بالتسوية.
وسعى ترامب إلى هدنة لمدة 30 يوما، وأجرت إدارته محادثات مع الروس والأوكرانيين، والتقى مبعوثه ستيفن ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وقالت تقارير إعلامية أمريكية إن ترامب مستعد للاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية ضمن اتفاق سلام يسمح باستمرار سيطرة موسكو على معظم الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها خلال الحرب.
وبالإضافة إلى القرم تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وترفض كييف التنازل عن تلك الأراضي ضمن أي تسوية محتملة.
عرض مرفوض
في غضون ذلك، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن 3 مصادر مطلعة قولها إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض مقترحا طرحه المبعوث الأمريكي ويتكوف بأن تعترف واشنطن رسميا بضم شبه جزيرة القرم كأرض روسية مقابل وقف موسكو للقتال.
وكان زيلينسكي قال أمس إن بلاده لن تعترف بضم روسيا للقرم، مؤكدا أن ذلك مخالف للدستور الأوكراني.
من جانبها، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر أن العرض الأمريكي النهائي يجمد خطوط المواجهة مقابل وقف الحرب واعتراف أمريكي بأن القرم روسية.
وقالت الصحيفة إن العرض يقضي بتلقي أوكرانيا ضمانات أمنية أوروبية كبيرة دون الحديث عن دور أمريكي، ويتضمن تخفيفا كبيرا للعقوبات الأمريكية على روسيا.
وفي كييف، قالت يوليا سفيريدينكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني اليوم إن بلادها مستعدة للتفاوض وليس الاستسلام.
وكانت موسكو أعلنت هدنة قصيرة في عيد الفصح نهاية الأسبوع الماضي، لكن الجانبين الأوكراني والروسي تبادلا الاتهامات بانتهاكها.
في الأثناء، أعلنت الخارجية البريطانية مساء اليوم ان ممثلين عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة اجتمعوا في لندن مع وفد أوكراني، وقالت إن جميع الأطراف أكدت دعمها القوي لالتزام الرئيس ترامب بوقف القتل وتحقيق سلام عادل ودائم.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت قبل ذلك بساعات تأجيل المحادثات التي كانت مقررة في لندن بين وزراء خارجية عدد من الدول لبحث السلام في أوكرانيا، وخفض تلك المحادثات إلى مستوى المسؤولين، وذلك بعد رفض كييف خطة أمريكية للاعتراف بسيادة روسيا على القرم.
وألغى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو زيارته إلى لندن فجأة، في وقت تتعثر فيه المساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار وبدء عملية سلام شاملة.
وبدلا من روبيو، قاد الوفد الأمريكي مبعوث واشنطن الخاص بأوكرانيا كيث كيلوغ.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إن المجتمعين في لندن أكدوا التزامهم بجهود الوساطة التي يقودها الرئيس الأمريكي، وإن روسيا ترفض وقف إطلاق النار غير المشروط وتحاول التلاعب بالمفاوضات، على حد وصفه.
قتلى في أوكرانيا
ميدانيا، أعلن سيرجي ليساك مدير الإدارة العسكرية الأوكرانية في دنيبروبتروفسك مقتل 9 أشخاص وجرح 42 آخرين اليوم بعد استهداف مسيّرة روسية حافلة تقل عمالا.
من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها اعترضت 67 مسيّرة روسية من مجموع 134 الليلة الماضية.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجمات استهدفت مناطق، منها بولتافا ودونيتسك، كما جرح شخصان بمدينة بولتافا إثر الهجمات بالمسيّرات، وتسببت أيضا في قطع الكهرباء عن مناطق من المدينة.
كما قال حاكم منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا) إن القوات الروسية دمرت في وقت مبكر اليوم منشأة للطاقة في المنطقة.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن القوات الروسية نفذت ضربات في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.
وفي روسيا، أفادت تقارير بإصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود القريبة من الحدود مع أوكرانيا.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال الجيش الروسي إن قواته اقتحمت من عدة اتجاهات بلدة غورنال آخر بلدة تسيطر عليها أوكرانيا بمقاطعة كورسك غربي روسيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت سابق إن قواتها استعادت السيطرة على كورسك بنسبة 99%.