جريمة حرب جديدة.. استشهاد 10 في قصف مدرسة بغزة وإسرائيل تقول إنها تستهدف مسلحين

في أبريل عام 1970 استهدفت إسرائيل في جريمة حرب لا تنسى عبر الزمن مدرسة ابتدائية مصرية في محافظة الشرقية.. وها هي بعد 55 عاماً تعيد نفس الجرم فالطبع غلاب حيث قتل عشرة أشخاص أمس الأربعاء في ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي عائلات نازحة بشمال غزة، في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف مسلحين كانوا يعملون من داخل المدرسة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 1600 فلسطيني لقوا حتفهم جراء الهجمات الإسرائيلية منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس ، كما اضطر مئات الألوف إلى النزوح وسط سيطرة إسرائيل على ما تسميه مناطق عازلة داخل القطاع.
ومنذ بداية مارس ، تفرض إسرائيل حصارا على السلع الواردة إلى غزة، بما في ذلك الوقود والكهرباء.
وذكر مسعفون أن الغارة الجوية التي استهدفت مدرسة يافا بحي التفاح بمدينة غزة أدت إلى اشتعال النيران في خيام وفصول دراسية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي المتحالفة معها تعملان من داخل المدرسة، وإنه اتخذ إجراءات احترازية قبل القصف للحد من الإضرار بالمدنيين.
وظلت النيران مشتعلة في بعض قطع الأثاث لعدة ساعات بعد الضربة بينما كان الأفراد يبحثون داخل الفصول الدراسية التي كساها السواد وفي فناء المدرسة عن متعلقاتهم.
وقالت الشاهدة أم محمد الحويطي “فجـأة نايمين هيك، فجأة لقينا شي بينفجر فزينا نتطلع لقينا كل شي مولع الصف هذا مولع والصف هذا مولع الخيام… مش عارفين نشرد من النار كيف… وناس بتصرخ وتلاقيهم حاملين ناس فحم فحم حاملين الأطفال فحم وبيجروا وبيقولوا يا الله يا الله ملناش غيرك يا الله ايش بدنا نحكي غير يا رب وبس”.
ودعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشكل مشترك يوم الأربعاء إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
كما حث الوزراء على استعادة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المتبقين لدى حماس.
وقال الوزراء في بيان مشترك “يجب ألا تُستغل المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية، ويجب عدم تقليص الأراضي الفلسطينية أو إجراء أي تغيير ديموغرافي بها”.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين هذا البيان، مؤكدا عدم وجود نقص في المساعدات في غزة، على الرغم من أن أطباء ومدنيين يقولون إن الإمدادات الطبية والغذائية تنفد.
تدمير وحدة رعاية فائقة ونظام الألواح الشمسية
قال مسعفون إن ما لا يقل عن 36 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية بمختلف أنحاء غزة يوم الأربعاء.
قالت وزارة الصحة في غزة إن صاروخا إسرائيليا أصاب أيضا المبنى العلوي لمستشفى الدرة للأطفال في مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير وحدة العناية الفائقة ونظام الألواح الشمسية الذي يغذي المنشأة بالطاقة. ولم يسفر الهجوم على المستشفى عن مقتل أحد.
وأصبح نظام الرعاية الصحية في غزة على شفا الانهيار بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، والذي تقول إنه يهدف إلى الضغط على مقاتلي حماس الذين يديرون غزة لإطلاق سراح 59 رهينة إسرائيليين متبقين تم أسرهم في هجمات أكتوبر تشرين الأول 2023 التي أشعلت فتيل الحرب.
وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراحهم لكن فقط في إطار اتفاق ينهي الحرب. لكن إسرائيل تقول إن حماس عليها أيضا إلقاء سلاحها، وهو مطلب ترفضه الحركة.
وأصدرت حماس يوم الأربعاء مقطع فيديو خضع لتعديلات غير مؤرخ قالت إنه لرهينة عرّف نفسه بأنه عومري ميران (48 عاما). وفي الفيديو، قال ميران إن قضى عيد ميلاده لمرتين في الأسر.
ومنذ بداية الحرب نشرت حماس مقاطع فيديو لرهائن يلتمسون إطلاق سراحهم، والتي يصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها حرب نفسية.
وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إنه منذ ذلك الحين قُتل أكثر من 51 ألف فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية.