صراع الدين عبر «السوشيال ميديا».. علماء الدين أجابوا لـ«اتحاد العالم الإسلامي» على السؤال الصعب
ناقش علماء الدين قضية صراع الدين عبر «السوشيال ميديا» من جميع جوانبها وأجابوا على السؤال الصعب، في تصريحاتهم لـ «اتحاد العالم الإسلامي»؛ فأوضح الدكتور إبراهيم عاشور أستاذ الفقة بكلية الشريعة جامعة الأزهر أن منصات التواصل تمثل منابر تعبر عن توجهات أصحابها، فهناك منابر تدعو إلى الإسلام وتبين للناس معالمه، وتوضح لهم شرائعه، وترد على شبهات الملحدين والمضلين، وهناك منابر تدعو إلى الإلحاد، ومنابر تبرز الخلاف بين بعض طوائف المسلمين، ومنابر تخلط الحق والباطل.
وأضاف عاشور: «وصف الله سبحانه وتعالى الصراع بين الحق والباطل بقوله تعالى مخاطبا إبليس (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) فهي معركة تُستخدم فيها كل الوسائل الممكنة، وصوت إبليس كما بين المفسرين هو صوت كل من يدعو إلى الباطل، وإلى مخالفة أوامر الله.
وأشار إلى أن سنة الله في هذه الحياة هي التدافع بين الحق والباطل، فأصوات الباطل تقابل بأصوات الحق، لتزيل مايلقيه أهل الباطل في قلوب الناس، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت واقعا لا يمكن إنكاره أو التخلي عنه، معلنا أن والمؤسسين لأغلب مواقع التواصل ليسوا مسلمين ولا يلتزمون بشرائع الإسلام، بل ولا غيره من الشرائع، وما يعتبره الإسلام حراما مجرَّما، يعد عندهم من الحريات التي لا يجوز المساس بها أو إنكارها، وهذا بلا شك يؤثر سلبا على عقيدة المسلمين من العوام والشباب الذين لم يتلقوا الكثير من العلوم الشريعة، بل أدى بالفعل إلى انحراف بعضهم أو اتجاههم إلى الإلحاد.
وأردف: «على الجانب الآخر فإنه قد رُصد تأثر مجموعة كبيرة من غير المسلمين بما يقدمه كثير من الدعاة المسلمين الذين لهم دراية ووعي بتعاليم الإسلام الحق، ويملكون قدرة احترافية في التعريف بالإسلام ورد شبه المضلين، وقد دخل بسببهم كثير من غير المسلمين من المؤثرين من العلماء والمدونين الذين لهم أتباع كثيرون، وبهذا ينتشر الإسلام سريعا بين أوساط الذين يرتادون هذه المواقع وليس أمامنا إلا تقوية هؤلاء المصلحين، ومحاربة من يحاولون تضليل شبابنا وسحبهم إلى جهة الإلحاد والمعاصي بصفة عامة».
ومن جهته أشار الدكتور هاني عبد الفتاح باحث في الفلسفة والفكر الإسلامي، إلى أن السوشيال ميديا كما إن له تأثير على إسلام الشباب، كان له تأثير في إلحادهم، فالسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي أتاحت المعارف بشكل واسع، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المعارف منها الحقيقي ومن المزيف، ومنها الموضوعي ومنها المنحاز، وبالتالي تكون النتيجة من الجانبين.
وأكمل: إن دور المؤسسات سواء الدينية والتعليمية والاعلامية يمكن جمعه في عبارة "التوعية" والتأكيد على التعليم الفكري الناقد وأساليبه، والتفرقة بين المعلومة الصحيحة والشائعة، والاستقلالية في التفكير، لأن الحجر الفكري يأتي بضده، مع أهمية عرض الدين بشكل يتوافق مع الواقع، ومجابهة أسئلة الشباب والردود عليها بردود عقلانية مقبولة، حتى نتقبل المعارف بوسائل نتيجة تراكمات التنشئة الصحيحة والتربية ةلسليمة بعيدا عن الصدمات الطفولية.