الدين والسياسة بين الإتاحة والمنع.. تباين آراء الأحزاب لدعم القيم الوطنية والشعبية (تقرير)

- هل يتداخل الدين مع السياسة لخدمة المجتمع؟ رؤساء أحزاب يُجيبون

- نصوص دستورية تمنع إنشاء الأحزاب على أساس ديني

- حزب حماة وطن يخوض تجربة فريدة لمواجهة الأفكار المتطرفة

- رئيس حزب الجيل: أمانة الشئون الدينية تعمد إلى تقدي الدين في صورته الصحيحة للشعب

- حزب الشعب: الإسلام منهج كامل متكامل للحياة ودور الحزب التفاعل مع الناس

- رئيس حزب الجيل: أمانة الشئون الدينية تعمد إلى تقدي الدين في صورته الصحيحة للشعب

- الدكتور أحمد ترك: نهدف لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال الأمانة الدينية بالحزب

يعد تداخل الدين مع السياسية من القضايا الجدلية الشائكة في عدد من الدول الإسلامية؛ فهناك بعض الدول التي تسمح بتأسيس الأحزاب الدينية، وأخرى تحظرها. نقدم أنموذجًا مصريًا في هذا الطرح وهى من أكبر الدول الإسلامية والضاربة بتاريخها في جذور الأحزاب السياسية منذ أكثر من قرن من الزمن.

وبالرغم من نص الدستور المصري بحظر وجود، أو تأسيس حزب سياسي على أساي ديني، وفقًا للمادة 74 من الدستور أوضحت بشكل صريح أن كل مواطن مصري، له الحق في تكوين الأحزاب السياسية، من إخطار ينظمه القانون لكنها أوردت حظرًا على أنه لا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي، أو قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، ولكن ذلك لا يمنع أحزاب، من تأسيس أمانة معنية بالشؤون الدينية ضمن الهيكل التنظيمي للحزب.

الفريق جلال هريدي

حزب حماة الوطن برئاسة الفريق جلال هريدي، عمل على تأسيس أمانة عامة للشؤون الدينية، وقام بتعين عالم أزهري جليل هو الدكتور أحمد ترك مسئولًا عن الأمانة العامة للشؤون الدينية في الحزب.

الفريق جلال هريدي

ويعد حزب حماة الوطن، من الأحزاب المحدودة جدًا في تاريخ مصر الحزبي، التي عملت على تدشين أمانة عامة للشؤون الدينية، فقد سبقه حزب الأحرار من قبل، ومع شعار فصل الدين عن السياسة، ولكن رؤية رؤساء الأحزاب أن وجود أمانة عامة للشئون الدينية ليس معناه دخول الدين في السياسة بمعناه المفهوم، ولكن أي حزب يجب أن يتفاعل مع مجتمعه، وشعبه، خاصة وأن الشعب المصري معروف عنه تدينه وتعلقه بالدين والمقدسات الدينية.

ومن جهته يقول الدكتور أحمد ترك مسئول الأمانة العامة للشؤون الدينية، بحزب حماة الوطن، في تصريحات خاصة لـ "اتحاد العالم الإسلامي": إن حزب حماة الوطن ربما انفرد بفكرة وجود أمانة داخل الحزب للشؤون الدينية، والتي من مهامها المساهمة في دعم وتعزيز قدرة الدعاة وعمل مزيد من الندوات التثقيفية للجمهور المصري، منوها إلى أن هناك تعاون مثمر بين الحزب وبين عدد من المؤسسات الدينية في مصر، كما هناك والكلام للشيخ ترك تعاون مع الكنائس المصرية.

الدكتور أحمد ترك

وأكد ترك، أن هدف الأمانة هو التصدي لكل أشكال التطرف الفكري في الدين، والتصدي لكل من هو يهدد أمن واستقرار الوحدة الوطنية وأمن المجتمع، والعمل على دعم القيم الدينية والإسلامية السمحة، وكذلك دعم القيم الوطنية، والعمل على دعم التماسك المجتمعي، مشيرًا إلى أن عند مشاركة الحزب في الحوار الوطني، تم تقديم عدد من المقترحات التي تهدف في المقام الأول تماسك الأسرة ومنع أي تهديدات من شأنها زعزعة الاستقرار داخل الأسرة المصرية .

وأضاف مسؤول الأمانة الدينية، أن هناك عدد من المبادرات التي دشنتها أمانة الشؤون الدينية في الحزب، وكان لها صدى كبير، منها مبادرة على بصيرة، والتي كانت تهدف في المقام الأول الشباب، والعمل على معرفتهم الدين الصحيح، من خلال إبراز سماحة الإسلام، وكذلك مبادرة "وعي" والتي كانت تهدف إلى ضرورة وعي الشباب والمجتمع بأهمية السلام المجتمعي والترابط الأسري، وكيف أن القيم الدينية عملت على تماسك الأسرة بكل مكوناتها.

ولفت، إلى أن هناك مشروعًا جاهزًا يهدف إلى إعداد كل من يعمل بالخطاب الديني من وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، لإنتاج خطاب ديني متوازن يواجه مشكلات الأسرة المصرية، والعمل على دعمها.

رئيس حزب الجيل

ومن جهته أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، أن أمانة الشئون الدينية هي إحدى الأمانات النوعية المهمة في حزب الجيل، لافتًا إلى من اختصاص هذه الأمانة داخل الأحزاب السياسية هو العمل على عقد الندوات الدينية فى مقار الأحزاب السياسية والاحتفال بالأعياد الدينية وإعلان وجهة نظر الحزب في القضايا الدينية والتي يهتم بها الجمهور، لافتًا إلى أن الأمانة تهدف أيضا العمل على مساعدة المؤسسات الدينية في تقديم رسالتها على أكمل وجه من خلال استضافة كبار علماء الأزهر الكبار لتقديم العلوم الدينية بشكلها الحقيقي والصحيح.

ناجي الشهابي

وأوضح الشهابي، أن تدشين أمانة عامة للشؤون الدينية، لا تعارض الدستور، الذي نص على أن تأسيس الأحزاب السياسية يجب ألا تكون ذات مرجعية دينية، كون الأمانة المعنية بالشؤون الدينية مثلها مثل باقي الأمانات التي تدخل ضمن أنشطة الحزب، لاسيما أن دور أمانة الشؤون الدينية في الحزب، والتي تجعل الحزب يتواجد مع الناس ويشاركهم احتفالاتهم في المناسبات الدينية في مصر .

وترى الدكتورة منال متولي نائب رئيس حزب الشعب، أنه لا فصل بين الدين والسياسة؛ لكون الدين يخدم السياسة، وكذلك السياسة تخدم الدين، فكل منهما يخدم الأخر بشكل يفيد المجتمع والفرد معا –بحسب قولها-

وأضافت نائب رئيس حزب الشعب، أن الإسلام دين دولة وعقيدة و شريعة، ومنهج كامل متكامل للحياة لم يترك القرآن والسنة شيئًا إلا ووضع شرائعه وأحكامه التي تتناسب مع كل العصور والأزمنة والتي تتناول مختلف القضايا والأحكام السياسية و الشرعية، مؤكدة أهمية أن يكون هناك لجنة، أو أمانة معنية بالشؤون الدينية داخل الأحزاب، كون الدين له مكانة كبيرة عند المصريين، ودور الأحزاب هو التفاعل مع الناس في الشارع، كما أن دور اللجنة مهم في عقد ندوات من شأنها تعزيز الفكر الإسلامي المعتدل والصحيح والذي يدعوا إلى التسامح والرحمة والمواطنة وروح السلام بين أفراد المجتمع الواحد.

الدكتورة منال متولي

ومن جهته أكد رمضان الأقصري رئيس حزب مصر 2000، أهمية وجود أمانة معنية بالشؤون الدينية داخل الهيكل التنظيمي للأحزاب، فالدين من العوامل الأساسية في حياة المصريين، لافتا إلى أن فكرة وجود أمانة خاصة للشؤون الدينية ليست جديدة، إنما يعد حزب الأحرار وهو من أقدم الأحزاب المصرية، من أوائل الأحزاب التي دشنت أمانة عامة للشئون الدينية، وكان لها دورا مهما في إثراء الحركة الفكرية الإسلامية في مصر من خلال عقد ندوات لكبار المفكرين وعلماء الدين والأزهر الشريف، وكان يتم مناقشة العيد من القضايا الدينية التي كانت تشغل المجتمع المصري والعربي أيضا من خلال استضافة كبار العلماء والمفكريين..

وأضاف الأقصري، أن وجود أمانة عامة للشون الدينية ، داخل الحزب أمر مهم من أجل تدشين مبادرات تسعى إلى دعم أهداف المؤسسات الدينية المصرية، التي تهدف إلى خلق إنسان محب للسلام ولوطنه وعاشقا لأرضه، وأن يكون صالحا ساعيا إلى العمل على دعم دولته ومساهمته في النهوض بها في مختلف المجالات.

رمضان الأقصري

واعتبر المستشار جمال التهامي رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أنه لا غضاضة على الإطلاق من وجود أمانة عامة للشؤون الدينية، لدى الأحزاب المصرية، كون الدين جزء أصيلًا من النسيج المصري، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، لافتا في الوقت نفسه أن لدى حزبه، توجد أمانة عامة تسمى المواطنة وهى تقوم بنفس الدور الذي تقوم به الأمانة العامة لشؤون الدينية، كونها ليس مطلوبا منها تدريس الدين للمواطن، لأننا في النهاية لسنا مؤسسة دينية.

وقال التهامي: لسنا حزبًا دينيًا والدستور المصري يحتم علينا ألا يكون هناك حزب ذات مرجعية دينية، ولكن أمانة المواطنة لدينا تقوم بدور مهم جدا في دعم المواطنة كونها تضم في عضويتها مسلمين ومسيحين، ودورها المهم في دعم الترابط المجتمعي والعمل على وحدة وتوحيد الصف المصري.

المستشار جمال التهامي