مستشفى الشفاء وأسلحة العراق وجهان لعملة واحدة
ما أشبه اليوم بالبارحة، هكذا شبه الخبير الإستراتيجى الأمريكى «بول بيلار»، مزاعم إسرائيل حول اتخاذ حماس مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية بمزاعم أمريكا حول أسلحة الدمار الشامل فى العراق لتبرير غزوه وتدميره وإسقاط نظام صدام حسين.
وقال بيلار، فى تحليل إخبارى نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية: «رغم كل المحاولات الإسرائيلية لإقناع وسائل الإعلام العالمية بأن اقتحامها المستشفى وإخلاءه من المرضى كان مبررًا بسبب استخدام حماس له فى أنشطتها العسكرية، فإنها فشلت فى تحقيق هدفها، بعد أن كشفت وسائل الإعلام استخدام إسرائيل لأدلة مزيفة لكى تدعم روايتها بشأن المستشفى».
أسلحة الدمار في العراق
وأعاد هذا التفتيش إلى الأذهان ذكريات الحرب الأمريكية ضد العراق قبل ٢٠ عاما، فبعد أن غزت القوات الأمريكية العراق بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، أمضى الأمريكيون وقتًا طويلًا فى عمليات البحث عن هذه الأسلحة، وبمرور الوقت أصبح البحث عن تلك الأسلحة أقل أهمية بالنسبة لتأمين القوات الأمريكية، أو أى شخص آخر فى العالم، وأكثر أهمية لتبرير إحدى أهم الحجج التى استخدمتها إدارة الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت جورج بوش لشن الحرب، ونوه بيلار إلى أن عثور إسرائيل، أو عدم عثورها على شىء فى المستشفى لن يخدم هدفها الرئيسى وهو حماية الإسرائيليين من التعرض لمزيد من العنف فى المستقبل، كما لن يكون له أى معنى فى تبرير الخسائر المروعة التى لحقت بالفلسطينيين نتيجة القصف والاجتياح الإسرائيلى للمستشفى.
